Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 45-48)

Tafsir: Taʾwīlāt ahl as-sunna

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَرْسَلْنَٰكَ شَٰهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً } . يحتمل قوله : { شَٰهِداً } على تبليغ الرسالة يشهد لهم بالإجابة له إذا أجابوه ، ويشهد عليهم إذا ردوه وخالفوه . وقال بعضهم : { شَٰهِداً } على أمتك بالتصديق لهم ، وقيل : { شَٰهِداً } عليهم بالبلاغ . وقوله : { وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً } ، أي : يبلغ إليهم ما يكون لهم البشارة إن أطاعوه ، ويبلغ إليهم أيضاً ما يستوجبون به النذارة إذا خالفوه ، والبشارة هي : إخبار عن الخيرات التي تكون في عواقب الأمور الصالحة ، والنذارة : إخبار عن أحزان تكون في عواقب الأمور السيئة ، أو نحوه من الكلام . وقوله : { وَدَاعِياً إِلَى ٱللَّهِ } . يحتمل قوله : { وَدَاعِياً إِلَى ٱللَّهِ } إلى توحيد الله ، وإلى طاعة الله ، أو إلى دار السلام ؛ كقوله : { وَٱللَّهُ يَدْعُوۤاْ إِلَىٰ دَارِ ٱلسَّلاَمِ } [ يونس : 25 ] ، أو إلى ما يدعو الله إليه . وقوله : { بِإِذْنِهِ } ، قيل : بأمره . وقوله : { وَسِرَاجاً مُّنِيراً } : اختلف فيه : قال بعضهم : هو صلة قوله : { إِنَّآ أَرْسَلْنَٰكَ شَٰهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً } ، وجعلناك { وَسِرَاجاً مُّنِيراً } ؛ فالسراج المنير هو الرسول على هذا التأويل . وقال بعضهم : السراج المنير هو القرآن ، يقول : أرسلناك داعياً إلى الله وإلى السراج المنير ، وهو هذا . وقوله : { وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً } . فيه دلالة أن البشارة إنما تكون بفضل من الله ، لا أنهم يستوجبون بأعمالهم شيئاً من ذلك ، والله أعلم . وقوله : { وَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ وَٱلْمُنَافِقِينَ } . هذا قد ذكرناه في أول السورة . وقوله : { وَدَعْ أَذَاهُمْ } . هذا يحتمل : أعرض عنهم ، ولا تكافئهم بما يؤذونك . أو أن يقول : { وَدَعْ أَذَاهُمْ } ، أي : اصبر على أذاهم . وقوله : { وَتَوَكَّـلْ عَلَى ٱللَّهِ } ، أي : اعتمد بالله . { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِـيلاً } ، أي : كفى بالله معتمداً . أو أن يقال : كفى بالله وكيلا ، أي : حافظاً أو مانعاً ، والله أعلم .