Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 40-61)

Tafsir: Taʾwīlāt ahl as-sunna

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم استثنى المؤمنين حيث قال - عز وجل - : { إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } ؛ فإنهم لا يذوقون العذاب الأليم ، وإلا لو كانوا مستثنين من قوله : { وَمَا تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } [ الصافات : 39 ] أو لا ؛ يكون لهذا حق الاستثناء من الأول ، ولكن الابتداء ذلك جائز في اللغة سائغ في اللسان ، والله أعلم . ثم بين ما أعد للمخلصين فقال : { أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ } . فإن قيل : كيف يجمع بين قوله : { يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ } [ غافر : 40 ] ، وبين قوله : { لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ } ؟ ! قال بعضهم من أهل التأويل : يعني المعلوم حين يشتهونه يؤتون به . ويحتمل أن يكون للكثير الذي لا يحسب ولا يعد ؛ لكثرته هو في نفسه معلوم محدود . أو أن يريد بالمعلوم : أنه صار ما وعدوا في الدنيا لهم في الآخرة معلوماً معروفاً عند الوصول إليه كان ذلك لهم موعوداً ، فإذا وصلوا إليه ، صار معلوماً محدوداً . وقوله : { فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ } . أي : معظمون مشرفون . وقوله : { فِي جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ * عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ * يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ * بَيْضَآءَ لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ } . يخبر أن لهم في الجنة ما يستحبون ويختارون في الدنيا من الجلوس على السرر على المواجهة والمقابلة والشرب على ذلك ، والكأس : قيل : كل إناء أو قدح فيه شراب فهو كأس . وقوله : { بِكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ } . المعين قال بعضهم : هو الجاري ، وكأنه يخبر أن خمور أهل الجنة تجري في الأنهار ؛ كقوله - عز وجل - : { وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ } [ محمد : 15 ] . وقال بعضهم : المعين : هو الظاهر الذي يقع البصر عليه ؛ كقوله : { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَآؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَآءٍ مَّعِينٍ } [ الملك : 30 ] أي : ظاهر . وقوله - عز وجل - : { بَيْضَآءَ لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ } . ذكر أن خمورهم في الآخرة بيضاء ؛ لأن البياض يظهر كل ما فيه من الأذى والآفة ويرى ، فأما في غيره من الألوان فإنه قلما يظهر وقلما يرى إلا يجهد ، أو ذكر أنها بيضاء لأن البيضاء من الألوان المستحسن الطباع كلها ؛ وهو المختار عندنا . قال الزجاج : إن الخمر لذة للنفس الروحانية لا للجسدانية ؛ ألا ترى أن الخمر يشربها الناس وتظهر كراهة ذلك في وجوههم من العبوسة وغيرها ، ثم مع هذا يعودون ويشربون دل أنها لذة لا لهذه النفس الجسدانية ، ولكن للنفس الروحانية أو كلام نحوه ، والله أعلم . وقوله - عز وجل - : { لاَ فِيهَا غَوْلٌ وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ } . و { يُنزَفُونَ } بنصب الياء وكسر الزاء ، ورفعها ونصب الزاء . وقوله - عز وجل - : { لاَ فِيهَا غَوْلٌ } أي : لا آفة ولا صد ولا أذى ، { وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ } من قرأها { يُنزَفُونَ } برفع الياء ونصب الزاء يقول : لا تنزف الخمر عقولهم ، أي : لا تذهب بها ، أي : لا يسكرون كما يسكر بشرب خمور الدنيا . ومن قرأها { يُنزَفُونَ } أي يعني شرابهم . وتأويل هذا الكلام : أن أهل الدنيا إذا أخذوا في الشراب لا يتركون شربهم إلا لإحدى الخلتين : إما لذهاب عقولهم وذلك عند شدة سكرهم ، وإما لفناء الشراب ، لإحدى هاتين الخلتين يتركون شربهم ، فيخبر أن أهل الجنة لا يذهب عقولهم الخمر ولا يُفْنون شرابهم ، ولا كان فيها آفة ولا ضرر ، والله أعلم . قال أبو عوسجة : طاهر لا تحرك ، ويقال : الجاري ، { لاَ فِيهَا غَوْلٌ } أي : سكر ولا ضرر ، ولا يكون الاغتيال إلا من الخديعة والقتل في الأولاد ، [ و ] هي أن ترضع المرأة ولدها وفي بطنها آخر ، والغلول : التلوُّن ، وكذلك سميت الغول غولا ؛ لأنها تتلوَّن ، والغيلان : جميع ، { يُنزَفُونَ } قال : النزيف : السكران . وقال القتبي : { لاَ فِيهَا غَوْلٌ } أي : لا تغتال عقولهم فيذهب بها ، يقال : الخمر غول للحلم ، والحرب غول للنفوس ، والغول : العدو ، { وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ } أي : لا يذهب خمرهم وينقطع و [ لا ] يذهب عقولهم ، والخمر التي جعلها الله لأهل الجنة في الآخرة هي للذي لم يشربها في الدنيا ولم يتناول منها ولا تلذذ بها ، والله أعلم . وقيل : { لاَ فِيهَا غَوْلٌ } ، أي : غائلة لها ، أي : الصداع ، أي : لا يتجع منها الرأس ، { وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ } أي : لا يسكرون بنزف عقولهم فتذهب . وفي قوله : { إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } بنصب اللام دلالة : أنه قد كان من الله - جل وعلا - لطف به استوجبوا الإخلاص والخصوصية ، وهو ينقض على المعتزلة قولهم ، والله أعلم . وقوله - عز وجل - : { قَاصِرَاتُ ٱلطَّرْفِ } . أي : لا ينظرن إلى غير أزواجهن ، جبل الله - عز وجل - البشر على الغيرة ، ولا يستحب الرجال أن ينظر أزواجهم إلى غيرهم ، ولا النساء أن ينظر أزواجهن إلى غيرهن ، فأخبر - عز وجل - : عن أزواجهم في الجنة : أنهن لا ينظرن إلى غير أزواجهن ؛ حبّاً لأزواجهن وطلباً لمرضاتهم ، والله أعلم . وقوله : { عِينٌ } . قال بعضهم : واسعات العيون في الجمال ؛ لأن السعة في العين إذا جاوز الحد فحش ولا يكون فيه جمال ، ولكن يكون فيه قبح ، والله أعلم . وقال بعضهم : { عِينٌ } ، أي : حسان العيون ، والعين جماعة : العيناء ، والله أعلم . وقوله - عز وجل - : { كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ } . أي : مستور ، لا يصيبه مطر ولا ريح ولا غبار ولا شمس ولا شيء مما يصيب في الدنيا ؛ كقوله : { لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ } [ الرحمن : 56 ] ، والله أعلم . وقال بعضهم : قوله : { كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ } . أي : قد خبى وكن من الحر والبرد والمطر فلم يتغير ؛ وهو مثل الأول . وقال بعضهم : { بَيْضٌ مَّكْنُونٌ } : هو كبيض النعام الذي يكنه الريش من الريح وغيره ، فهو أبيض إلى الصفرة فكأنه ينزف ؛ فذاك المكنون . وقال بعضهم : شبهن بالبياض الذي يكون بين القشر وبين اللحا وهو أبيض شيء يكون ، والله أعلم بذلك ، لكن فيه وصفهن بالجمال والبهاء والحب لأزواجهن . وقال بعضهم : البيض المكنون : هو المصون ، هو وصفهن بالصون والصيانة ؛ كقوله : { حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي ٱلْخِيَامِ } [ الرحمن : 72 ] ، والله أعلم . وقوله : { فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ * قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ * يَقُولُ أَءِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُصَدِّقِينَ … } إلى آخر ما ذكر : في بعض القصة : أن رجلين شريكين كان لهما ثمانون ألف دينار ، وذكر أنهما كانا أخوين ورثا ثمانين ألف دينار فاقتسما - وذكر أربعون ألف درهم - فعمد أحدهما إلى ماله فاشترى به قصوراً وبستاناً وفرشاً وجواري ونساء ، فأنفقه في أمر الدنيا ، وعمد الآخر إلى ماله فأنفقه في طاعة الله ، وطلب مرضاته ، وطلب بعمده [ الحياة ] الدائمة في الآخرة ، وهذا مؤمن والآخر كافر طاغ ، ثم أصاب الذي أنفقه في طاعة الله وطلب مرضاته حاجة شديدة ، فقال : لو أتيت صاحبي هذا لعله أن ينال منه بمعروف ، فأتاه فسأله ، فأبى أن يعطيه شيئاً ، وقال له : ما شأنك وما فعلت بمالك ؟ فأخبره بما فعله به ، فقال له : { أَءِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُصَدِّقِينَ * أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَءِنَّا لَمَدِينُونَ } أي : محاسبون ، فرجع فقضى لهما أن توفيا فنزلت فيهما : { فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ * قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ } وهو المؤمن حين أدخله الله الجنة { إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ * يَقُولُ أَءِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُصَدِّقِينَ } بالبعث بعد الموت { أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَءِنَّا لَمَدِينُونَ } ، أي : لمحاسبون { قَالَ هَلْ أَنتُمْ مُّطَّلِعُونَ } ، كأنه قال لأصحابه : هل أنتم مطلعون في النار لننظر ما حاله ؟ ثم أخبر أنه اطلع { فَٱطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ } ذكر اطلاعه ، ولم يذكر اطلاع أصحابه ؛ فجائز أن يكون أخبر عن اطلاع كل واحد منهم في نفسه : أنه اطلع { فَٱطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ } ، أي : وسط الجحيم ، وإن كانوا جميعاً مطلعين إليه فيها ؛ كقوله - عز وجل - : { يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ } [ الانشقاق : 6 ] ، و { يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَٰنُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ٱلْكَرِيمِ } [ الانفطار : 6 ] ، وإن كان خاطب إنساناً فإنما خاطب به كل إنسان في نفسه ؛ فعلى ذلك جائز أن يكون قوله - عز وجل - : { فَٱطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ } إنما أخبر عن اطلاع كل منهم - والله أعلم - وكانوا جميعاً مطلعين . ثم في الآية شيئان عجيبان : أحدهما : ما ذكر من اطلاع أهل الجنة على أهل النار أنها تكون قريبة من الجنة حتى ينظر بعضهم إلى بعض فيرون . أو تكون بعيدة منها ، إلا أن إبصار أهل الجنة يكون أبعد وأبصر مما يكون في الدنيا ، فجائز أن يجعل الله - عز وجل - أبصار أهل الآخرة أبصر وأحد ؛ حتى لا يحجبه ولا يمنعه بعد المسافة والمكان عن النظر والرؤية ، والله أعلم . والثاني : أن كيف يعرفه في النار مما يحرقه ويفني وجهه ولونه وجميع أعلامه وسيماه ، لكن جائز أن يكون الله - عز وجل - يعرفه بأعلام تجعل له ؛ فيعرفه بتلك الأعلام ، وذلك على الله - عز وجل - يسير هين . وأهل التأويل يقولون : يجعل الله - عز وجل - لأهل الجنة كوى منها إذا أرادوا أن ينظر أحدهم إلى من في النار ، فتح الله له كوة ينظر إلى من شاء من مقعده إلى النار ، فيزداد بذلك شكرا ، وهو قوله : { فَٱطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ } ، أي : في وسط الجحيم ؛ كقوله : - عز وجل - : { سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ } [ المائدة : 12 ] ، أي : وسطه . فقال : { تَٱللَّهِ إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ } ، أي : هممت لتغوين ، وكذلك في حرف ابن مسعود : [ مكان ] { لَتُرْدِينِ } : { لتُغْوِيَن } . وقال الكسائي : تالله ، وبالله ، ووالله ، والله - بغير واو - لغات . يخبر أن بالله يكون على الأسف مرجعهما إلى سفاه يقول : لولا أن الله أنعم على الهدى ، ولولا أن الله رحمني فهداني ؛ المعنى واحد . يقول له : اترك دينك واتبعني ، وقال : { لَتُرْدِينِ } أي : لتهلكني ، يقال : رديت فلاناً ، أي : أهلكته ، والردى : الموت والهلاك ؛ وهو قول أبي عوسجة والقتبي . وقوله : { لَمَدِينُونَ } . قال بعضهم : لمحاسبون . وقال أبو عوسجة والقتبي : لمجزيون ، والدين : الجزاء . وقال : { بَيْضٌ مَّكْنُونٌ } : مستور ، لا يصيبه غبار ولا وسخ . وقوله : { إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ } أي : هممت ، وأردت [ أن ] تهلكني وتغويني لو أجبتك واتبعتك فيما [ دعوتني ] إليه وسألتني . ثم أخبر أنه { وَلَوْلاَ نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ ٱلْمُحْضَرِينَ } معه ، وهذا على المعتزلة لقولهم : إن عليه هداية كل أحد ما لو منعه عنه كان جائرا في منع ذلك ، وهذا الرجل أخبر أنه بنعمته ورحمته اهتدى ما اهتدى ، وأنه لو لم يكن منه إليه نعمة ، لكان من المحضرين فيها ، فهو أعرف بربه من المعتزلة ، وكذلك الشيطان وجميع الكفرة أعرف بنعمة ربهم من المعتزلة ؛ لأنهم قالوا : { فَهَلْ أَنتُمْ مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا ٱللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ } [ إبراهيم : 21 ] ، { لَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلْحَقِّ } [ الأعراف : 43 ] ومثله كثير في القرآن : أنهم جميعاً رأوا الهداية لهم من الله نعمة ورحمة ولم يعط الكفرة ذلك ، والمعتزلة يقولون : بل هدى كل كافر ومشرك لكنه لم يهتد ، وأهل الجنة قالوا أيضاً : { وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاۤ أَنْ هَدَانَا ٱللَّهُ } [ الأعراف : 43 ] ، وقالوا : { ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي هَدَانَا لِهَـٰذَا } [ الأعراف : 43 ] ، ومثله كثير في القرآن ، والله أعلم . وقوله : { أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ * إِلاَّ مَوْتَتَنَا ٱلأُولَىٰ } . يحتمل قوله : { أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ } على الإيجاب والإلزام ، ليس على الاستفهام ، وسؤال بعضهم بعضاً : ألا نموت فيها ولا نعذب ، وإذ لم نمت ولم نعذب فيها ، فإذن كان ذلك فوزاً عظيماً ؛ ولذلك ذكر أبو معاذ عن الكسائي : أن هذا استفهام تعيين وفي القرآن كثير مثله ، وقال : قد يكون الاستفهام على التعجيب ، ويكون على التعيين ، ويكون على الجهالة ، ويكون قوله : { إِلاَّ مَوْتَتَنَا ٱلأُولَىٰ } أي : بعد موتتنا الأولى ؛ لأنه بعد إذاقتهم الموتة الأولى ؛ فإنهم لا يذوقون ثانياً . وقوله : { لِمِثْلِ هَـٰذَا فَلْيَعْمَلِ ٱلْعَامِلُونَ } . أي : لمثل هذه العاقبة التي أعطينا نحن وظفرنا بها ، فليعمل العاملون ، لا لمثل ما فيه صاحبه الذي في النار .