Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 44, Ayat: 17-33)
Tafsir: Taʾwīlāt ahl as-sunna
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله - عز وجل - : { وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ } يقول - والله أعلم - : ولقد فتنا قوم فرعون بموسى قبل قومك كما فتنا قومك بك . أو يحتمل أن يقول : ولقد فتنا قوم فرعون بمثل الذي فتنا قومك . ثم افتتان قوم فرعون بمثل الذي فتن قومه [ يخرج على ] وجوه : أحدها : أن موسى - عليه السلام - قد أتاهم بالبينات المعجزات ما لم يقدر فرعون [ وقومه ] على مقابلة تلك الآيات ، وعجزوا عن الإتيان بمثلها ، فمهما أتاهم بذلك وعرفوا أنها آيات الله - تعالى - كذبوها وردوها ونسبوا موسى إلى السحر والكذب والافتراء على الله - تعالى - فعلى ذلك عمل أهل مكة برسول الله صلى الله عليه وسلم وعاملوه بالذي عامل أولئك موسى من النسبة إلى السحر والجنون والكذب والافتراء على الله - تعالى - والله أعلم . وقال بعضهم : إن فرعون وقومه ازدروا موسى وحقروه ؛ لأنه ولد فيهم كما ازدرى أهل مكة محمداً صلى الله عليه وسلم فقالوا : أنت أصغرنا وأفقرنا وأقلنا حيلة ، كما قال فرعون لموسى : { أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً … } الآية [ الشعراء : 18 ] . ويحتمل أن يكون أهل مكة سألوا اليهود من الأنباء التي يجدونها في كتبهم ؛ ليحاجوا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلبون بذلك ظهور الكذب من رسول الله فيما كان يخبرهم من الأنباء المتقدمة ، والله أعلم . وقوله - عز وجل - : { وَجَآءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ } كان جميع رسل الله - عليهم الصلاة والسلام - كراماً ؛ لأن الله - تعالى - كان بعثهم إلى قوم جهال سفهاء ، كان لهم الركون إلى الدنيا ، والميل إليها والرغبة فيها ، فبعث إليهم كرام الخلق ؛ ليداروا أولئك الأقوام ، ويتهيأ لهم المعاملة لهم والتحمل منهم ؛ لسوء ما كانوا يعاملونهم ، والله أعلم بذلك ؛ ولذلك وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخلق العظيم ؛ حيث قال : { وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ } [ القلم : 4 ] . وقوله - عز وجل - : { أَنْ أَدُّوۤاْ إِلَيَّ عِبَادَ ٱللَّهِ } يقول : أن أرسلوا معي بني إسرائيل ، وخلوا عنهم ، ولا تحبسوهم ، ولا تستعبدوهم ، فإنهم أحرار . ويحتمل أن يقول : أرسلوا معي بني إسرائيل فإنهم يرغبون في إجابتي إلى ما أدعوهم إليه ، ويطمعون في اتباعي فيما آمرهم به . وقوله - عز وجل - : { إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } أي : إني لكم رسول أمين على الوحي والرسالة . ويحتمل أن يقول : إني كنت آميناً فيما بينكم ، ولا يظهر لكم مني خيانة ؛ ولا اطلعتم على كذب قط ، فلماذا تكذبونني وتنسبونني إلى السحر ؟ ! والله أعلم . وقوله - عز وجل - : { وَأَن لاَّ تَعْلُواْ عَلَى ٱللَّهِ } قال بعضهم : أي : وألا تتكبروا ، ولا تتعظموا على الله . لكن عندنا معناه : وألا تتكبروا وتتعظموا على رسول الله ، ولا تتعظموا على عبادة الله وعلى دينه ؛ إذ لا أحد يقصد قصد التكبر على الله - تعالى - وأن ينسب إليه ، فهو على إرادة أوليائه أو دينه ؛ كقوله : { إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ } [ محمد : 7 ] ونحوه ، والله أعلم . وقوله - عز وجل - : { إِنِّيۤ آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } أي : آتيكم بحجة بينة أنها من الله ، وأني رسول الله ، وهو ما آتاهم من الآيات المعجزات أو الحجج والبراهين ، والله أعلم . وقوله - عز وجل - : { وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ } لا يحتمل أن يكون هذا الكلام من موسى - عليه السلام - على ابتداء بلا سبب كان من فرعون ، ولا أمر سبق ، فكأن سببه ونازلته - والله أعلم - هو ما ذكر في سورة أخرى ؛ حيث قال : { ذَرُونِيۤ أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ } الآية [ غافر : 26 ] ، لما قال فرعون ذلك وهم أن يقتل موسى قال له موسى عند ذلك : { وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ } وفي ذلك دلالة آية من آيات الله لرسالته ؛ لأنه قال فرعون : { ذَرُونِيۤ أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ } [ غافر : 26 ] ليمنعني عن قتله ، فقال : { وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ … } الآية دل هذا القول على أنه علم قول فرعون ، وقصده بقتله ، وتعبيره بالدعاء إلى الله - تعالى - ليمنعه عن ذلك ، وعلم أن الله - تعالى - يعصمه عن شره وكيده حتى قال ذلك . وقوله : { وَإِن لَّمْ تُؤْمِنُواْ لِي فَٱعْتَزِلُونِ } يقول : فإن لم تصدقوني فيما أدعوكم إليك وآمركم به فاتركوني فأصدق وأومن به ، ولا يضركم تصديقي وإيماني . وقال بعضهم : أي : دعوني خفافا جانباً ، لا علي ولا لي . وقال بعضهم : { وإن لم يؤمنوا لي فاعتزلون } ولا تقتلون . وقوله : { فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَـٰؤُلاَءِ قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ } ، وهو كقوله حيث قال : { وَقِيلِهِ يٰرَبِّ إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ قَوْمٌ لاَّ يُؤْمِنُونَ } [ الزخرف : 88 ] وكقول نوح - عليه السلام - : { إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَآئِيۤ إِلاَّ فِرَاراً } [ نوح : 5 - 6 ] ، ونحو ذلك يقولون : يا ربنا إنا قد عاملناهم المعاملة التي أمرتنا أن نعاملهم ، واحتلنا الحيل التي علمتنا أن نحتال معهم ، فلم ينجع ذلك فيهم ولا تبعونا ، ولا أجابونا إلى ذلك ، فهل من حيلة سوى ذلك أو معاملة غير ذلك نعاملهم بها ، لعلهم يتبعوننا [ و ] يجيبوننا ، هذا الدعاء وهذا القول منهم يكون بعد ما أجهدوا أنفسهم في دعائهم إلى الحق زماناً طويلا ليس يحتمل في ابتداء الأمر . وقوله : { فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ } كان في إخراج موسى - عليه السلام - وبني إسرائيل من بين أظهر أعدائهم ليلا من غير أن شعر علم أحد من أعدائهم بذلك ، وهم العدد الذي ذكر في القصة أنهم زهاء ستمائة ألف - آية عظيمة عجيبة لموسى - عليه السلام - على رسالته ؛ إذ خروج عدد ستين من بين أظهرهم عسير صعب ، فكيف خروج العدد الذي ذكر في القصة ، والله أعلم . وقوله - عز وجل - : { إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ } هذا يخرج على وجهين : أحدهما : أي : قوم فرعون يتبعونهم ؛ ليردوهم إلى الأمر الذي كانوا يستعملونهم من قبل ، من نحو الاستخدام والاستعباد ، والله أعلم . والثاني : أن يتبعوهم للعناد والحرب ؛ لأنه ذكر في القصة أنهم أخذوا أموالهم من الحلي واللباس فخرجوا بها ، فجائز أن يكون اتباعهم إياهم ليقاتلوهم كما يقاتل الأعداء . وقوله : { وَٱتْرُكِ ٱلْبَحْرَ رَهْواً } يحتمل قوله : { وَٱتْرُكِ ٱلْبَحْرَ } كأن موسى - عليه السلام - كان يضرب البحر بعصا ، ليصل الماء بعضه ببعض ؛ لئلا يعبر فرعون وقومه ، فقال له : اتركه كما هو { إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ } . ثم اختلف في قوله : { رَهْواً } : قال بعضهم : هي فارسية عربت ؛ أي : اترك البحر " راه " . وقال بعض أهل اللسان : { رَهْواً } أي : ساكناً . وقال بعضهم : { رَهْواً } أي : متصلا ، وهو قول أبو عوسجة . وقال أهل التأويل : { رَهْواً } أي : ياسباً ، وهو كقوله : { فَٱضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي ٱلْبَحْرِ يَبَساً } [ طه : 77 ] . وقوله - تعالى - : { إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ } قد وعدهم - جل وعلا - أن يغرق فرعون وقومه ففعل . وقوله : { كَمْ تَرَكُواْ مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُواْ فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ } أي : ناعمين . وقيل : معجزين . من الناس من قال : إن هذه الآية مخالفة للآية الأخرى في ظاهر المخرج ، وهو قوله - عز وجل - { رَبَّنَا ٱطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَٱشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ … } الآية [ يونس : 88 ] ثم قال الله - تعالى - { قَدْ أُجِيبَتْ دَّعْوَتُكُمَا } [ يونس : 89 ] فإذا كانت قد أجيبت دعوتهما في طمس أموالهم فطمست لا محالة فكيف ذكر { كَمْ تَرَكُواْ مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ … } الآية ، وما معنى قوله : { كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ } . لكن عندنا أنه لا مخالفة بين الآيتين ؛ إذ جائز أن يكون طمس أموالهم التي كانت لهم من الحلي وغير ذلك من الصامت ونحوه خاصة ، فأما الأموال التي كانت لهم بالشركة من نحو البستان والزروع وأمثالها فتلك لم يطمسها ، ولكنه تركها على ما هي عليه لبني إسرائيل ، وهو قوله - عز وجل - : { كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ } أي : مثل ذلك أورثناها قوماً آخرين ، وهو كما ذكر في آية أخرى حيث قال : { وَأَوْرَثْنَا ٱلْقَوْمَ ٱلَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ ٱلأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا } [ الأعراف : 137 ] فيه أن بني إسرائيل قد عادوا إلى مصر ، ونزلوا أوطانهم ومنازلهم وبساتينهم . وقوله : { فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلأَرْضُ } قال بعضهم : أي : فما بكى عليهم أهل السماء وأهل الأرض ؛ بل سروا بذلك واستبشروا بهلاكهم ؛ فيكون ذكر نفي البكاء لإثبات ضده وهو السرور والفرح ، لا لعينه ، وذلك جائز في اللغة أن يذكر نفي الشيء ويراد به إثبات ضده ، لا عين النفي ، كقوله - تعالى - : { فَمَا رَبِحَتْ تِّجَارَتُهُمْ } [ البقرة : 16 ] ليس المراد إثبات نفي الربح ؛ أي : لم يربح فحسب ؛ بل المراد إثبات الخسران والوضيعة ، أي : خسرت ووضعت ؛ فعلى ذلك قوله - تعالى - : { فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلأَرْضُ } أي : ضحكت وسرت واستبشرت بهلاكهم ؛ لأنهم جميعاً أبغضوهم وعادوهم لادعائهم ما ادعوا من الألوهية لفرعون . وقال بعضهم : { فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلأَرْضُ } يحتمل أن المراد به ما روي في الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما من مؤمن إلا وله باب في السماء يصعد إليه عمله الصالح ، وفي الأرض مصلى يصلي فيه ، فإذا مات بكى ذلك عليه كذا كذا يوماً " و [ هم ] ليس لهم ذلك فلا يبكي عليهم . وجائز أن يكون - أيضاً - قوله - تعالى - : { فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلأَرْضُ } أي : لم يبق لهم أحد يبكي عليهم من الأولاد وغيرهم ؛ لأنهم استؤصلوا جميعاً من الأولاد وغيرهم ، فلم يبك عليهم أحد ، فأمّا سائر الموتى قد يبقى لهم من يبكي عليهم ؛ لذلك كان ما ذكر ، والله أعلم . ويحتمل أن يذكر بكاء السماء إذا عظم الأمر على التمثيل ، من نحو موت الملوك والقادة ومن عظم قدره عندهم ، فيخبر الله - عز وجل - أن موت فرعون وأتباعه لم يعظم على أهل السماء والأرض ؛ لما [ لا ] قدر لهم عندهم ، والله أعلم . وقوله - عز وجل - : { وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مِنَ ٱلْعَذَابِ ٱلْمُهِينِ } . قال بعضهم : { نَجَّيْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مِنَ ٱلْعَذَابِ } الذي نزل بفرعون وقومه ، وهو الغرق في البحر ، أغرق أولئك ونجى هؤلاء . ويحتمل أن يكون المراد : أنه نجاهم من العذاب الذي كانوا يعذبون ؛ من نحو القتل والاستخدام والاستعباد وأنواع العذاب الذي كانوا يعذبون هم ما داموا بين أظهرهم وفي أيديهم ، فنجاهم من ذلك ؛ حيث أخرجهم من بين أيديهم - والله أعلم - وهو أشبه ؛ لما قال : { وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مِنَ ٱلْعَذَابِ ٱلْمُهِينِ * مِن فِرْعَوْنَ } . وقوله - عز وجل - : { إِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِّنَ ٱلْمُسْرِفِينَ } . قوله : { عَالِياً } أي : غالباً عليهم ، قاهراً لهم بأنواع القهر الذي كان يقهرهم ، والله أعلم . وقوله : { وَلَقَدِ ٱخْتَرْنَاهُمْ عَلَىٰ عِلْمٍ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } أي : اخترنا بني إسرائيل . وقوله : { عَلَىٰ عِلْمٍ } يخرج هذا على وجوه : أحدها : أي : { ٱخْتَرْنَاهُمْ عَلَىٰ عِلْمٍ } أي : بسبب علم آتيناهم ذلك ، لم يؤت ذلك غيرهم ؛ لتظهر فضيلة العلم على العالمين وشرفه ، والله أعلم . والثاني : يحتمل : { ٱخْتَرْنَاهُمْ عَلَىٰ عِلْمٍ } منا بأسباب فيهم وأشياء لم تعلم تلك الأسباب والمعاني في غيرهم ، بها استوجبوا الاختيار على العالمين . والثالث : أي : { ٱخْتَرْنَاهُمْ عَلَىٰ عِلْمٍ } أي : بسبب علم أحوجنا غيرهم إليهم ، فصاروا مختارين مفضلين بسبب تعليمهم إياهم ما احتاجوا إليه ؛ فيكون لهم فضل الأستاذ على التلميذ ، وهذا كما يقال : إن العرب أفضل من الموالي ؛ لأن الموالي احتاجوا إلى العرب في معرفة لسانهم ، ومعرفة أشياء احتاجوا إليها ، فاستوجبوا الفضيلة ؛ لحاجتهم إليهم ؛ ولذلك فضلت قريش على سائر العرب ؛ لما احتاجت سائر العرب إلى قريش في معرفة أشياء لا يصلون إلى ذلك إلا أنهم فضلوا على غيرهم لذلك ؛ فعلى ذلك يحتمل أنه أحوج إلى بني إسرائيل غيرهم في معرفة أشياء ، فاستوجبوا بذلك الاختيار والفضيلة على غيرهم ، والله أعلم . وقوله - عز وجل - : { وَآتَيْنَاهُم مِّنَ ٱلآيَاتِ مَا فِيهِ بَلاَءٌ مُّبِينٌ } من وجهين : أحدهما : أي : محنة بينة ، وهي أنواع ما امتحنهم من البلايا والشدائد ، والله أعلم . والثاني : يحتمل أن يكون قوله : { بَلاَءٌ مُّبِينٌ } أي : نعم عظيمة ، وهو ما آتاهم من أنواع النعم من المن ، والسلوى ، وتظليل الغمام عليهم ، وخروج العيون من الحجر ، ومجاوزتهم من البحر ، وإهلاك عدوهم ، وغيرهم من النعم التي آتاهم مما لا يحصى ، وهو ما ذكر في سورة البقرة ، وهو قوله - تعالى - : { وَفِي ذَٰلِكُمْ بَلاۤءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ } [ البقرة : 49 ] أي : نعمة عظيمة من ربكم ، والله أعلم .