Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 45, Ayat: 21-26)
Tafsir: Taʾwīlāt ahl as-sunna
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله - عز وجل - : { أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجْتَرَحُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ سَوَآءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ } . وقال بعض أهل التأويل : نفر من الكفرة قالوا : والله إن كان ما يقوله محمد من الثواب والنعيم في الجنة حقّاً فنحن أولى بذلك منهم ، كما كنا في نعيم الدنيا ولذاتها أولى منهم ، ولنعطين أفضل مما يعطون ، ولنفضلن عليهم كما فضلنا في الدنيا ؛ فأنزل الله - سبحانه وتعالى - في ذلك : { أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجْتَرَحُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ … } الآية . لكن هذا التأويل ضعيف ؛ لأن هذا لا يصلح أن يكون جواباً للنازلة التي ذكرها أهل التأويل ؛ لأن أولئك قالوا : نحن أولى بما يكون في الآخرة من النعيم واللذات منهم كما كنا في الدنيا أولى ، وكما فضلنا في الدنيا نفضل في الآخرة ؛ فلا يكون قوله - تعالى - : { أَن نَّجْعَلَهُمْ … سَوَآءً } جواباً لما قالوا ، وهم إنما قالوا : نحن أولى بذلك ، ونحن نفضل فيها كما فضلنا في الدنيا ؛ فإذا كانوا حسبوا هم أنهم يفضلون على المؤمنين في الآخرة دون المساواة كيف يخبر عنهم أنهم حسبوا التساوي ، ولا خلف في خبر الله - عز وجل - والله أعلم . لكن الآية عندنا إنما كانت في منكري البعث وجاحديه ، يقول - والله أعلم - : { أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجْتَرَحُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ سَوَآءً … } الآية أي : لو كان الأمر على ما ظن أولئك بأن لا بعث ولا نشور كان في ذلك جعل { ٱلَّذِينَ ٱجْتَرَحُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ } - أي : الشرك - { كَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ سَوَآءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ } ؛ لأنهم جميعاً قد استووا في هذه الدنيا ، في لذاتها ، ونعيمها ، وشدتها ، وآلامها ، وفي الحكمة والعقل التفريق بينهما والتمييز ، وإنزال كل واحد منهما منزلته ، وما يستحقه المسيء العقوبة ، وجزاء الإساءة ، والمحسن الإحسان والإفضال وجزاء إحسانه ، فإذا جمع بينهما في هذه الدنيا على ما ذكرنا دل أن هنالك داراً أخرى فيها يفرق ويميز بينهما في حق الثواب والعقاب - والله أعلم - وهو كقوله - تعالى - : { وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَآءَ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } [ ص : 27 ] لو كان كما ظن أولئك الكفرة أن لا بعث ولا نشور كان خلق ما ذكر من السماوات والأرض وما بينهما باطلا على ظنهم ، فكذلك قوله تعالى : { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ } [ المؤمنون : 115 ] صير خلق السماوات والأرض إذا لم يكن هنالك رجوع إليه عبثاً باطلا ، فهذا أولى وأحق أن يصرف إليه الآية ، وعلى ذلك ما ذكر في قوله - تعالى - : { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ … } الآية [ الأنعام : 50 ] ، وقوله - عز وجل - : { مَثَلُ ٱلْفَرِيقَيْنِ كَٱلأَعْمَىٰ وَٱلأَصَمِّ وَٱلْبَصِيرِ وَٱلسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً } [ هود : 24 ] أي : لا يستويان ، ولو كان الأمر على ما ظن أولئك أن لا بعث ولا نشور ولا حياة ، كان في ذلك استواء بين من ذكر ، وقد سوى بينهما في الدنيا ، وفي الحكمة والعقل التفريق بينهما والتمييز ؛ إذ لا يجوز التسوية بين الولي والعدوّ ، وقد سوى بينهما في الدنيا ؛ فعلم أن المراد به نفي الاستواء بينهما في دار أخرى ، والله الموفق . ثم اختلف أهل الكلام فيما يعطى الولي والعدو في هذه الدنيا من الصحة والسلامة ؛ على قول أكثر المعتزلة أن الله - تعالى - لا يعطي أحداً في الدنيا من كافر أو مؤمن شيئاً إلا وهو أصلح له في الدين ، ثم على قولهم لا يظهر عفو الله تعالى في الآخرة ؛ لأنهم يقولون : إنما يستوجبون الثواب والجنة بأعمالهم ، لا برحمة الله - تعالى - فإذا عفا عن المسيء فلا يعلم أنه كان مستحقّاً لذلك أو يعفو عنه فضلا . وعندنا أن ما أعطاهم إنما يعطيهم إفضالا منه ورحمة ، فيعرفون فضله وإحسانه وعفوه ، وأكثر أصحابنا يقولون : إن جميع ما أعطى الكافر في الدنيا فهو شر له ؛ كقوله - تعالى - : { وَلاَ يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوۤاْ إِثْمَاً } [ آل عمران : 178 ] ، وقوله - عز وجل - : { أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي ٱلْخَيْرَاتِ بَل لاَّ يَشْعُرُونَ } [ المؤمنون : 55 - 56 ] ، ونحو ذلك ما يخبر أن ما يعطي إياهم يكون شرّاً لهم ، وما أعطي [ المؤمنين ] يكون خيراً لهم . ولكن عندنا ليس هذا على الإطلاق والإرسال ، ولكن ما كان توفيقاً منه على الخيرات في نفسها فهو خير له ، وما كان خذلاناً فهو شرّ له ، وليس على الله حفظ الأصلح لهم ؛ على ما يقوله المعتزلة ، ولكنه يفعل بهم ما هو حكمة [ و ] عدل كما يفعل ما هو إحسان وفضل ، والله الموفق . قال القتبي : { ٱجْتَرَحُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ } أي : اكتسبوها ، ومنه قيل لكلاب الصيد : جوارح . وقوله - عز وجل - : { وَخَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ وَلِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } كأنه يقول - والله أعلم - : { وَخَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ وَلِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ } أي : إنما خلق ما ذكر بالحق لتجزى كل نفس بما كسبت ، فلو لم يكن جزاء لما كسبوا في الدنيا في الآخرة على ما قال أولئك الكفرة أن لا جزاء من الثواب والعقاب ؛ لإنكارهم البعث - لم يكن خلقهما بالحق ؛ على ما ذكرنا ، فتبين أنه إنما صار خلقهما [ بالحق ] إذا كان هنالك جزاء ؛ وهذا يدل على أن الآية الأولى هي في منكري البعث ، ليست فيما ذكر أهل التأويل ، والله أعلم . وقوله - عز وجل - : { أَفَرَأَيْتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ } هذا يخرج على وجهين : أحدهما : على التحقيق ؛ على ما قاله عامة أهل التأويل : أنهم عبدوا كل شيء [ استحسنوه ، فإذا ] استحسنوا شيئاً آخر أحسن منه تركوا عبادة الأول وعبدوا الثاني : فتلك كانت عادتهم ، وذلك اتخاذ الآلهة بهواهم ؛ إذ الإله هو المعبود عندهم ، وهو التحقيق الذي ذكرنا . والثاني : على التمثيل ، وهو ما قال قتادة أنهم ما هووا شيئاً إلا ركبوه ، لا تمنعهم مخافة الله عما هووه ، ولا تردعهم خشيته عما اشتهوا ، فصيروا هواهم متبعاً ، فهو كالإله لهم ، لا يتبعون أمر الله ، فلا يكترثون له ، أو كلام نحوه ، والله أعلم . وقوله - عز وجل - : { وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ } هذا يخرج على وجوه : أحدها : أي : أضله الله على علم من ذلك الإنسان بطريق الهدى والحق ، لا أنه أضله على خفاء من ذلك الإنسان بالطريق الحق وسبيله ؛ أي : قد بين له السبيل وطريق الحق ، لكنه باختياره الضلال أضله ؛ لما علم منه أنه يختار الضلال والكفر ؛ ليكون ما علم أنه يكون ويختار ، والله أعلم . والثالث : أضله الله - تعالى - على علم ؛ أي : أنشأ منه فعل الضلال على علم منه بذلك ، والله أعلم . وقوله - عز وجل - : { وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً } ؛ هذا يخرج على وجهين : أحدهما : أي : غطى قلبه بما هواه ، وجعل فيه ظلمة ، فتلك الظلمة وذلك الغطاء أوجب غطاء السمع والبصر ، وحال بينه وبين سماع الحجج والبراهين ، وصارت ظلمة البصر وغطاؤه مانعاً لهم عن اكتساب التدبّر والتفكر . ويحتمل أن يكون ما هووه مانعاً لهم عن اكتساب الحياة الدائمة لما لو اتبعوا أمر الله - تعالى - وما دعاهم إليه كانت لهم تلك الحياة ؛ كقوله - عز وجل - : { ٱسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ } [ الأنفال : 24 ] ، وكقوله - تعالى - : { أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَٰهُ } [ الأنعام : 122 ] ، فما هووه واتبعوه منعهم عن اكتساب الحياة الدائمة المدعو إليها ، والله أعلم . وقوله - عز وجل - : { فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ ٱللَّهِ } هذا - أيضاً - يحتمل وجهين : أحدهما : حقيقة الهداية ، وهو التوفيق والعصمة ، فكأنه يقول - والله أعلم - : فمن يقدر دون الله [ على ] هدايته وتوفيقه بعد اختياره الضلال . والثاني : الهدى : البيان ؛ فكأنه يقول : فمن يقدر أن يأتي ببيان أكثر وأبين من بعد بيان الله - تعالى - الذي بين له ؟ أي : لا أحد يقدر [ على ] ذلك { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } أي : أفلا تتعظون ، أو { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } بيان الله أو ما بين لكم ، والله أعلم . ثم الآية في قوم علم الله أنهم لا يؤمنون أبداً ؛ لئلا يشتغل بهم ، ولا يهمّ لهم ، ولكن يشتغل بغيرهم ، ويقطع طمعه عن إيمانهم ، والله أعلم . وقوله - عز وجل - : { وَقَالُواْ مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا } أي : ما قالوا : ما الحياة إلا حياة الدنيا . ويحتمل أنهم يقولون : { مَا هِيَ } أي : لا حياة إلا الحياة التي دنت منا . وقوله - عز وجل - : { نَمُوتُ وَنَحْيَا } يخرج على وجهين : أحدهما : أي : نموت نحن وتحيا أبناؤنا وأولادنا . والثاني : { نَمُوتُ } أي : كنا ميتين فحيينا { نَمُوتُ } بمعنى : كنا أمواتاً { وَنَحْيَا } أي : فصرنا أحياء ، ثم لا حياة بعد تلك الحياة ، والله أعلم . وقوله - عز وجل - : { وَمَا يُهْلِكُنَآ إِلاَّ ٱلدَّهْرُ } هذا يخرج على وجهين : أحدهما : أي : ما يهلكنا إلا مرور الأزمنة والأوقات ؛ أي : بسبب مرور الأوقات ينتهي آجالنا ، ونبلغ إلى الهلاك ، وكذلك قال القتبي : { وَمَا يُهْلِكُنَآ إِلاَّ ٱلدَّهْرُ } أي : إلا مرور السنين والأيام . والثاني : أن يكون الدهر عندهم عبارة عن الأبد ؛ فكأنهم يقولون في قوله : { وَمَا يُهْلِكُنَآ إِلاَّ ٱلدَّهْرُ } : وما يهلك أنفسنا إلا الدهر ؛ لأن أنفسنا لم تجعل للأبد ، ولا للبقاء للأبد ، بل جعلت للانقضاء والفناء ، والله أعلم . وقوله - عز وجل - : { وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ } أي : ما هم إلا على ظن يظنون . والثاني : { وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ } أي : وما لهم بما قالوا : { وَمَا يُهْلِكُنَآ إِلاَّ ٱلدَّهْرُ } - { مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ } أي : ما هم إلا على ظن يظنون ؛ أي : على ظن يقولون ذلك ، لا عن علم ، والله أعلم . وقوله - عز وجل - : { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَاتٍ } أي : وإذا تتلى عليهم آياتنا في البعث والحياة بعد الموت { بَيِّنَاتٍ } أي : ما يوضح ويبين لهم البعث والحياة بعد الموت . وقوله - عز وجل - : { مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ٱئْتُواْ بِآبَآئِنَآ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } ، والإشكال : أنه [ لماذا ] ذكر { مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ } إذ لم يعذروا . فنقول : الحجة هي التي إذا أقامها الإنسان وأتى بها عذر في ذلك ، وما قالوا لم يكن حجة ؛ إذ لم يعذروا ، فيكون معنى قوله : { مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ } أي : ما كان احتجاجهم إلا أن قالوا كذا . أو نقول : ما كانوا يحتجون إلا أن قالوا كذا . ثم قوله : { ٱئْتُواْ بِآبَآئِنَآ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } فيه دلالة ألا يلزم المسئول أن يأتي بحجة وآية يختارها السائل ويشتهيها ، لكن يلزمه أن يأتي بما هو حجة في نفسه ، ويلزمه الاتباع بها ، فأما أن يلزم على ما يختاره السائل أو يتمناه فلا ، وقد أتاهم الله - تعالى - من الآيات والحجج ما ألزمهم القول بالبعث والإقرار به . ثم أخبر أن الله - تعالى - هو يحييكم ثم يميتكم ، لا الدهر الذي قالوا ، وهو قوله : { قُلِ ٱللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } يحتمل قوله : { قُلِ ٱللَّهُ يُحْيِيكُمْ } أي : يحييكم في قبوركم ، { ثُمَّ يُمِيتُكُمْ } فيها ، { ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } . أو يقول : { ٱللَّهُ يُحْيِيكُمْ } في ابتداء الأمر ، { ثُمَّ يُمِيتُكُمْ } في الدنيا عند انقضاء آجالكم ، { ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } . وقوله - عز وجل - : { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } أي : ولكن أكثر الناس لا ينتفعون بما يعلمون . أو يقول : ولكن أكثر الناس لا يعلمون ؛ لما تركوا النظر بالتأمل في أسباب العلم .