Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 20-21)

Tafsir: Taʾwīlāt ahl as-sunna

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله - عز وجل - : { ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَآءَهُمُ } . قيل : نزلت سورة الأنعام في محاجة أهل الشرك ، إلا آيات نزلت في محاجة أهل الكتاب ، أحداها هذه . وجائز أن يكون أهل الشرك يعرفون أنه رسول كما يعرفون أبناءهم ، ويكون الكتاب هو القرآن - هاهنا - لما قرع أسماعهم هذا القرآن ، وأمروا أن يأتوا بمثله ، فعجزوا عنه ، وبما كانوا يختلفون إلى أهل الكتاب ، ويسألونهم عن نعته وصفته ، ويخبرونهم ، فعرف أهل الشرك أنه رسول ، كما عرف أهل الكتاب بوجود نعته وصفته في كتابهم . وروي عن عمر بن الخطاب أنه قال لعبد الله بن سلام : إن الله قد أنزل على نبيّه - عليه السلام - بمكة : { ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَآءَهُمُ } ، فيكف يا عبد الله المعرفة ؟ فقال عبد الله : يا عمر ، لقد عرفته فيكم حين رأيته كما أعرف ابني إذا رأيته مع الصبيان يلعب ، وأنا أشد معرفة بمحمد مني لابني ، فقال : كيف ذلك ؟ فقال : أنا أشهد أنه رسول الله حق من الله ، ولا أدري ما صنع النساء ، أو ما أحدث النساء ، [ وقد نعت في ] كتابنا . فقال [ له ] عمر : صدقت وأصبت . وقوله - عز وجل - : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } . قال أهل التأويل : لا أحد أظلم ممن افترى على الله كذبا ، لكن هذا - في الحقيقة - كأنه سؤال واستفهام ؛ كأنه قال : من أظلم من الظالمين ، قال : من افترى على الله كذباً ، يقال : من فعل هذا ؟ قال : فلان ، أو من قال هذا ؟ قال : فلان ، فهو - والله أعلم - على السؤال والاستفهام . ثم قيل الذين افتروا على الله كذباً : إن معه شريكاً كقولهم : إن مع الله آلهة أخرى . وقوله - عز وجل - : { أَوْ كَذَّبَ بِآيَٰتِهِ } . قيل : محمد صلى الله عليه وسلم . وقيل : القرآن . { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلظَّٰلِمُونَ } . قال بعضهم : إنه لا يفلح الظالمون بظلمهم ، لكن عندنا قوله : { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلظَّٰلِمُونَ } ما داموا في ظلمهم ، أو نقول : لا يفلح الظالمون إذا ختموا وماتوا على الظلم والكفر .