Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 67, Ayat: 6-14)
Tafsir: Taʾwīlāt ahl as-sunna
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
[ قوله : { وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } فالمصير : هو الطريق ، أي : فبئس الطريق طريق من سلكه أفضى به إلى عذاب السعير ] . وقوله - عز وجل - : { إِذَآ أُلْقُواْ فِيهَا سَمِعُواْ لَهَا شَهِيقاً } . الشهيق : هو الصوت المنكر . ثم من الناس من يقول : { سَمِعُواْ لَهَا } ، أي : لجهنم . ومنهم من جعل الشهيق من أهلها ، وقد يجوز أن يذكر المكان والمراد منه الأهل ؛ كما قال : { وَكَأِيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا } [ الطلاق : 8 ] ، وكلا الأمرين يحتمل عندنا ، ولا نحتاج إلى معرفة ذلك ؛ لأن الصوت المنكر أمر ظاهر ممن لا يعقل الصوت كهو [ من الذي يعقل ] ، فليس الذي يعقل الصوت أولى أن يجعل الفعل له من الذي لا يعقل . وقوله - عز وجل - : { وَهِيَ تَفُورُ * تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الغَيْظِ } . أي : تغلي ، ثم النار بنفسها لا تغلي ، وإنما تغلي بالذي يجعل فيها ؛ ففيه أن طعامهم وشرابهم في النار النار [ فيغلي النار بطعامهم وشرابهم ] . وقوله : { تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الغَيْظِ } . فجائز أن يكون [ هذا ] كناية عن الخزنة . وجائز أن يكون هذا وصف النار ، ولله تعالى أن يجعل في جهنم ، وفيما شاء من الأموات ما يعرف به عظمته وجلاله ، فيغضب له على أعدائه غضبا يكاد أن ينقطع في نفسه ؛ ويسلم لأوليائه . ثم في ذكر غضبها تذكير أن من حق الله تعالى على أوليائه أن يغضبوا له على أعدائه غضب جهنم عليهم ، بل جهنم أبعد عن أن تمتحن بذلك منا ، ثم هي بلغت من الغضب على أعداء الله تعالى مبلغا كادت تتقطع بنفسها ، فالأولياء أحق أن يوجد منهم هذا الوصف ، وقد مدح الله تعالى الذين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لما [ وجد ] فيهم من الشدة على الأعداء ، وذلك قوله - تعالى : { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلْكُفَّارِ } [ الفتح : 29 ] ، وقال : { أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ } [ المائدة : 54 ] ، وهكذا الحق على كل مؤمن أن يكون على هذا الوصف . وفيه حكمة أخرى : وهي أنه ذكر شدة النار على أهلها ؛ لئلا يقولوا يوم القيامة : { إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ } [ الأعراف : 172 ] . وقوله - عز وجل - : { كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَآ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ } [ ينذركم لقاء يومكم هذا ] { قَالُواْ بَلَىٰ قَدْ جَآءَنَا نَذِيرٌ } . وهذا هو إخبار عن نهاية أمرهم وآخر شأنهم ؛ وذلك أنهم فزعوا في الآخرة إلى اليمين بالكذب ، فقالوا : { وَٱللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } [ الأنعام : 23 ] ؛ رجاء أن ينفعهم ذلك في الآخرة كما كانت تنفعهم في الدنيا ، فلما ألقوا فيها ، أيقنوا أن أيمانهم لا تدفع عنهم العذاب ؛ ففزعوا إلى الاعتراف والصدق ؛ رجاء أن يتخلصوا من العذاب ، فقالوا : { بَلَىٰ قَدْ جَآءَنَا نَذِيرٌ } ينذرنا عن لقاء هذا اليوم ، { فَكَذَّبْنَا } بالذي كان ينذرنا النذر ، وقلنا : { مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ } مما تنذروننا به . وقوله - عز وجل - : { إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ كَبِيرٍ } . فجائز أن يكون القائل لهم بهذا هم الخزنة ، أو هذا خطاب في الدنيا { إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ كَبِيرٍ } . وقوله - عز وجل - : { وَقَالُواْ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ } . ففي قوله : { بَلَىٰ قَدْ جَآءَنَا نَذِيرٌ } اعتراف منهم بأنهم قد سمعوا وعقلوا ، فقوله : { لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ } ، ليس هو على نفي السمع والعقل ؛ إذ قد أقروا أنهم سمعوا وعقلوا ، وإنما هو على نفي الانتفاع بما سمعوا وعقلوا ؛ لأن الانتفاع بالمسموع هو الإجابة لما سمع ، والانتفاع بالعقل أن يقوم بوفاء ما عقل ، وهم لم يجيبوا لما سمعوا ، ولم يقوموا بوفاء ما عقلوا . وقال بعضهم : { لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ } : في الدنيا كما نسمع الآن ، أو كنا نعقل كما نعقل الآن { مَا كُنَّا فِيۤ أَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ } . وهذا غير مستقيم ؛ لأن تلك الدار ليست بدار إسماع وإفهام ، وإنما المعنى ما ذكرنا ، والله أعلم . وقوله - عز وجل - : { فَسُحْقاً لأَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ } . أي : بعدا ، على معنى الدعاء عليهم . وقيل : السحق : واد في جهنم . وقوله - عز وجل - : { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِٱلْغَيْبِ } . يحتمل : أي : الذين يخشون عذاب ربهم والعذاب عنهم غائب ، فأهل الإسلام يخشون عذاب الله وهو غائب عنهم ، والكفرة لا يخشونه إلا أن يعاينوه . وجائز أن يكون قوله - عز وجل - : { يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِٱلْغَيْبِ } أي : يخشون الله - تعالى - أن يعذبهم . أو أن يخشوه فيما أوعدهم . ثم الأصل : أن ما من مؤمن بالبعث - سوى المعتزلة - إلا وهو يخشى الله تعالى ، لكنهم يتفاوتون في الخشية . ثم الخشية تقتضي الرجاء والخوف ، ليس كالأمن والإياس الذي لا يقتضي كل واحد منهما إلا وجها واحداً ، وإذا كانت الخشية تقتضي ما ذكرنا ، فكل مؤمن يخاف عذاب الله تعالى ؛ لما رأى من كثرة نعم الله تعالى وغفلته عن حقوق تلك النعم ؛ لأن من حقها أن يشكر الله تعالى عليها ، وقد عرف كل [ مؤمن تقصيره ] في أداء الشكر وتفريطه في قضاء الحقوق ؛ فيرجو رحمته ، لما عرف من سعة رحمته ، وعرفه متفضلاً عفوّاً غفورا ، لكن فيهم تفاوت في الخشية والرهبة : فمن كان أذكر لغفلته ، فهو لعقوبته أكثر خشية ، ومن كان أقل ذكراً لغفلته فهو أقل خشية ؛ فيتفاوتون على تفاوتهم في الذكر ، وهو كالموت الذي يرهبه الناس جميعاً ويتيقنون بحلوله ، لكنهم يتفاوتون في ذلك : فمن كان له أكثر ذكرا ، كان أبلغ في التيقظ ، وأكثر رهبة ، ومن كان أغفل عن ذكره فهو له أقل رهبة . ولقائل أن يقول : كيف جعلتم كل مؤمن خائفاً راجياً ، والراجي : هو الذي يطلب ، والخائف : هو الذي يهرب ، فكل من رجا شيئاً يعلم أنه لا وصول إليه إلا بأعمال وأسباب ، فهو يقوم بتلك الأعمال ، بغاية ما يحمله وسعه ؛ ليصل إلى مأموله ، وإذا لم يقم بها لم يكن راجيا في الحقيقة ، بل كان متمنيا ، وكذلك من خاف حقيقة الخوف ، وعلم أن المخوف نازل به إن لم يهرب ؛ فهو يهرب مما يخافه أشد الهرب . ثم كثير من المؤمنين تراهم مقصرين في الأعمال التي يتوصل بها إلى بلوغ الآمال ، ولا يهربون مما يخافون منه أشد الهرب وغاية الخوف ، فكيف وصفتم كل مؤمن بالخوف والرجاء وكثير منهم لا يتحقق فيهم هذا الوصف ؟ ! واستدل على صحة ما ذكر بقوله - تعالى - : { إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أُوْلۤـٰئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ ٱللَّهِ } [ البقرة : 218 ] ، فالراجي لرحمة الله من دأب في طاعته ، وقال - تعالى - : { وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } [ المؤمنون : 60 ] ، فقيل : يا رسول الله ، هم الذين يزنون ويسرقون ؟ ! فقال : " بل هم الذين يصومون ويصلون وقلوبهم وجلة " ، وقال - تعالى - : { إِلاَّ لِمَنِ ٱرْتَضَىٰ وَهُمْ مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ } [ الأنبياء : 28 ] . فجوابه : أن المؤمن ليس يرى كل خلاصه من العذاب وأمنه من العقاب بعمله حتى إذا وجد التقصير في العمل أظهر ذلك المعنى فساد الرجاء والخوف ، وإنما يتوقع خلاصه بتوفيق الله وعفوه ، ويرجو رحمته ؛ بكرمه وجوده ؛ لذلك لم يوجب التقصير في العمل إبطال الرجاء والخوف ، وهذا إذا كان غير معتزلي المذهب ولم يكن من الخوارج ، فأما إذا كان الراجي والخائف أحد هذين ؛ فتقصيره في العمل يدل على فساد الرجاء والخوف ؛ لأن كل واحد منهما ليس يرى لنفسه شفيعا إلا عمله ، به ينجو وبه يهلك ، فإذا لم يبالغ في الطلب من جهة العمل ، ولم يبالغ في الهرب من الخوف بالعمل - ظهر أنه ليس براجٍ ولكنه متمنٍّ ، وتبين أنه غير خائف في الحقيقة . ثم المعتزلة لا يخافون الله تعالى ولا يرجون رحمته في الحقيقة ؛ لأنهم يزعمون أن العبد إذا ارتكب الكبيرة ، فليس لله - تعالى - ألا يعذبه عليها وأن يغفرها له ، وإذا اجتنب الكبيرة استوجب المغفرة وإن ارتكب الصغائر ، وليس لله - تعالى - أن يعذبه عليها ، والقائل بهذا غير راج لرحمة الله تعالى ، ولا خائف من عذابه ، وإنما يقع الخوف والرجاء من عند نفسه ؛ لأن الزلة التي استوجب بها العذاب فهو الذي اكتسبها ، ولو لم يعملها ، لم يعذب ، وفاز بالنجاة ؛ فصار رجاؤه وخلاصه بعمله ، لا برحمة الله تعالى وفضله ، ولا بذلك وصف الله تعالى المؤمنين في كتابه ، ولأن الله تعالى أثنى على الذين يدعونه ؛ خوفا وطمعا ورغبا ورهبا ، وعلى قول أهل الاعتزال لا يدعو أحد ربه على الرغبة والرهبة والخوف والطمع ؛ لأن الداعي إن كان صاحب كبيرة فهو فيما يدعو الله تعالى ؛ ليغفر له ، إنما يدعو ليجور عليه ؛ إذ لا يسعه أن يغفر له ولا يعذب عليه ، فدعاؤه بالمغفرة معناه يقتضي أن جُرْ عليَّ ، وذلك عظيم ، وإن كان صاحب صغيرة فهو فيما يطلب المغفرة منه - تعالى - يسأله ألا يجور عليه ؛ لأنه ليس له أن يعذب على الصغائر على مذهبه ولو عذب صار به جائراً ، فإذا خاف عذابه حتى إذا فزع إلى الدعاء ، فقد خاف جوره ، ومن لم يأمن من ربه الجور بل خاف ذلك منه ، فهو لم يعرف ربه حقيقة المعرفة ؛ وكذلك من دعا الله تعالى ؛ ليجور عليه ، فقد دعا إلى أن يسفه ، والسفيه لا يصلح أن يكون إلها ؛ فثبت أن الداعي على الرغبة والرهبة غير ممدوح عنده ، ولا هو ممن يستحق الثناء عليه . وقوله - عز وجل - : { لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } . أي : من يرجو الله تعالى ويخافه ، فله مغفرة لذنوبه ، وأجر كبير ، وهو الجنة . وقوله - عز وجل - : { وَأَسِرُّواْ قَوْلَكُمْ أَوِ ٱجْهَرُواْ بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } . فهذه الآية كأنها في إلزام الوعيد ؛ يقول : إنه عالم بالأنفس التي فيها الصدور بما يضمرون فيها ، وما يودعون ، وما يكتمون ، وما يخبرون عما أودعوا فيها ويظهرون . والصدر : هو ساحة القلب ، سميت صدرا ؛ لأن الآراء تصدر عنها ؛ فهو عالم بالأنفس التي لها الصدور بما يصدر عن آرائهم ، وعالم بما يضمر فيها من الأسرار . وقوله - عز وجل - : { أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ } . تأويله عند أهل الإسلام : ألا يعلم من خلق ما أسروا أو جهروا ، و ( من ) راجع إلى الله تعالى دون الخلق ، كأنه يقول : ألا يعلم الخالق { وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ } ، وفيه إثبات خلق الأفعال والأقوال وخلق الشر ؛ فيكون حجة لنا على المعتزلة في خلق أفعال العباد . وقال جعفر بن حرب وأبو بكر الأصم : إن حرف { مَنْ } لا يرجع إلى الله تعالى ، وإنما يرجع إلى الخلق ؛ فكأنه يقول : ألا يعلم الله من خلق ؛ على إضمار اسم الله تعالى فاحتالا بهذه الحيلة لنفي الخلق عن الأفعال ؛ لأن حرف { مَنْ } يرجع إلى الأنفس دون الأفعال والأقوال . وذلك فاسد ؛ لأن الآية في موضع الوعيد ، ولو كان قوله : { مَنْ خَلَقَ } راجعا إلى الأنفس ، لزال موضع الوعيد ؛ إذ ليس في خلق الأنفس وعلم الله بها إثبات العلم بأفعال وجدت منهم ، ولا في خلق الأنفس إيجاب الوعيد بالأفعال ؛ ولأنه لو لم يكن الله تعالى خالقا لما يهجر به العبد ولما يخفيه لم يكن ليحتج به على عمله ؛ إذ قد يجوز جواز الجهل من غير الذي يفعله ؛ فلا يجوز أن يحتج عليهم بفعل غيره ؛ ولأنه ليس في إثبات العلم بخلق الأنفس إثبات العلم بما أسروا أو جهروا ، كما لم يكن عند المعتزلة في إيجاب الخلق لنفس الإنسان إيجاب الخلق لأفعالهم ، ومعلوم بأن الآية في تحقيق العلم بما أسروا أو جهروا ؛ لأن قوله : { أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ } مذكور على أثر قوله : { وَأَسِرُّواْ قَوْلَكُمْ أَوِ ٱجْهَرُواْ بِهِ } ، وقوله : { إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } أي : عليم بما تسرون وما تجهرون ؛ فثبت أن الخلق راجع إلى ما أسروا أو جهروا ، ثم إن الناس على اختلافهم اتفقوا أن كل واقع بالطبع والضرورة مخلوق لله تعالى ، وإنما اختلفوا في الفعل الواقع بكسب العبد : فمنهم من أثبت فيه الخلق وهو قول أهل الهدى ، ومنهم من أبى القول بخلقه . ثم المرء لا يتهيأ له استعمال اليد إلا في العمل الذي جعل في طبع اليد احتمال ذلك العمل ، ولا يتهيأ له أن يستعمله في الوجه الذي لم يجعل في طبعها احتمال ذلك ؛ لأنه لو أراد أن يرى بيديه ، أو يسمع بهما لم يملك ذلك ؛ فثبت أنه ملك استعمالهما في القبض والبسط ، والأخذ والتسليم ؛ بما جعل في طبعهما احتمال ذلك ، وإذا كان كذلك ، فقد ثبت الخلق فيما يعمل بيديه وفيما يرى بعينيه ويسمع بأذنيه ، والله الموفق . وقوله : { وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ } . في تدبيره ؛ إذ دبر لسان الإنسان على ما إذا استعمله يخرج منه الكلام ، وإذا أراد [ أحد ] أن يتعرف المعنى الذي به صلح للنطق ، لم يقف عليه ، ودبر قلبه على أن يصور ما يقع فيه من الخيال ، فيؤديه بلسانه ، ودبره على وجه يصلح أن يدع الأسرار والودائع من وجه لو أراد الخلائق أن يتعرفوا الوجه الذي صلح القلب أن يكون مصورا وحافظا ومعدنا للأسرار ، لم يقفوا عليه . وقيل : اللطيف : هو الذي لا يعزب عنه علم ما جل ودق . وقيل : اللطيف بعباده في الإحسان إليهم والإنعام عليهم ، الخبير بما فيه مصالحهم .