Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 15-19)
Tafsir: Taʾwīlāt ahl as-sunna
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ ٱلأَدْبَارَ } . كان أول الأمر بالقتال وفرضه كان لبذل الأنفس للهلاك ؛ لأنه ذكر الزحف ، والزحف هوالجماعة والعدد الذي لا يعد ، وليس للواحد القيام للجماعة ، فكان فرض القتال لبذل الأنفس للقتل ؛ وعلى ذلك يخرج قوله : { إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ } [ الأنفال : 65 ] ، وليس في وسع الواحد القيام لعشرة إذا أحيط به ، ويجوز أن يفرض بذل الأنفس للقتال ؛ كقوله : { وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ ٱقْتُلُوۤاْ أَنْفُسَكُمْ أَوِ ٱخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُمْ مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ } [ النساء : 66 ] ، أخبر أنه لو أمر بذلك لم يفعل إلا القليل منهم ، فجائز الأمر بذلك امتحاناً منه لهم ، فإن احتمل ما ذكرنا كان قوله : { كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى ٱلْمَوْتِ } [ الأنفال : 6 ] هو على التحقيق ؛ إذ إلى ذلك يساقون . ويحتمل وجهاً آخر ، وهو أن الله - عز وجل - أمر بذلك ليكون آية ، ويعرف كل أحد أنه إنما قام بالله ، لا بقوة نفسه ؛ إذ ليس في وسع أحد القيام لعشرة أو لجماعة بقوته إذا أحيط به ، فهو على الآية إن كان فيه ما ذكرنا ، والله أعلم . وقوله : { فَلاَ تُوَلُّوهُمُ ٱلأَدْبَارَ * وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَىٰ فِئَةٍ } . والمتحرف للقتال : هو المتنقل من مكان إلى مكان للحرب ، والمتحيز إلى فئة : هو الملتجئ إلى فئة على جهة العود إليهم والحرب ، يقال : تحوزت وتحيزت ، بالواو والياء جميعاً ، وهما تحوز الحرب . وفيه النهي عن الانهزام والتولي عن العدو ، إلا ما ذكر من التحرف للقتال أو التحيز إلى الفئة على جهة العود إليهم . ثم أخبر أن من ولى دبره بسوى ما ذكر { فَقَدْ بَآءَ بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } . قالت المعتزلة : دل ما أوعد المتحرف بغير قتال والمتحيز إلى غير الفئة بقوله : { فَقَدْ بَآءَ بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ } - أن مرتكب الكبيرة يخلد في النار ؛ لأنه ذكر في أول الآية المؤمنين ، ولهم خرج الخطاب بقوله : { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً } ، ثم أوعد لهم الوعيد الشديد ما يوعد أهل النار غير أهل الإيمان ؛ فدل أنه يخرج عن الإيمان بارتكاب الكبيرة ، ويخلد في النار . وقالوا : لا يجوز صرف الآية إلى أهل النفاق ؛ لما ذكر في القصة أنه لم يكن يوم بدر منافق . لكن هذا غلط ؛ قال الله - تعالى - : { إِذْ يَقُولُ ٱلْمُنَافِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَـٰؤُلاۤءِ دِينُهُمْ } [ الأنفال : 49 ] ، وإنما قالوا ذلك يوم بدر ؛ كذلك ذكر ، والله أعلم . وقوله - عز جل - : { إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَىٰ فِئَةٍ } ، فإن كان مستثنى من قوله : { فَقَدْ بَآءَ بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ } ، لم يكن فيه رخصة التولي ، ولكن فيه دفع الوعيد الذي ذكر ، وإن كان مستثنى من قوله : { وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ } ، ففيه رخصة التولي إلى ما ذكر . ثم الدلالة على أنه مستثنى من هذا دون الأول ما جاء عن غير واحد من الصحابة توليه الدبر إلى ما ذكر ، وكذلك روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أنا فئة لكل مسلم " . وبعد ، فإنه لم يكن لأهل الإسلام فئة يوم بدر يتحيزون إليها ، فدل أنها في المنافقين وأهل الكفر ، والله أعلم . ثم يقال : يجوز أن يكون ما ذكر من الوعيد لمعنى في التولية عن الدبر والإعراض ، لا لنفس التولية عن الدبر ؛ إذ قد ذكر التولية عن الدبر في آية أخرى ، والعفو عن ذلك ، وهو قوله - تعالى - : { إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ إِنَّمَا ٱسْتَزَلَّهُمُ ٱلشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ … } [ آل عمران : 155 ] الآية . فإن قيل : لعل التوبة مضمرة فيه ، تابوا فعفا عنهم . قيل : إن جاز أن تجعل التوبة مضمرة فيها ، جاز أن يضمر في التولية عن الدبر الردة ، فليست تلك أولى بإضمار التوبة من هذه بإضمار الردة ، وفي الآية معان تدل على الإضمار ؛ إضمار ما يوجب الوعيد الذي ذكر - والله أعلم - : أحدها : ذكر التحيز إلى الفئة ، وإذا لم يكن للمسلم فئة يتحيز إليها ، فإذا تحيز إنما يتحيز ليصير إلى العدو ، فهو الردة التي ذكرنا . والثاني : ما ذكر في بعض القصة أنه لما اصطف القوم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ، فقال : " يا رب ، إن تهلك هذه العصابة ، فلن تعبد في الأرض أبداً " ، ومن هرب أو ولى الدبر عن مثل تلك الحال ، لم يول إلا لقصد ألا يعبد ، فهو كفر . والثالث : قد وُعِدَ لهم النصر والظفر على العدو ، فمن ولى الدبر ، لم يول إلا لتكذيب بالوعد الذي وُعِدَ لهم . وقوله - عز وجل - : { فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ } . قيل فيه بوجوه : يحتمل قوله : { فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ } ، أي : لم تكن جراحاتكم التي أصابتهم بمصيبة المقتل ، ولا عاملة في استخراج الروح ، ولا كانت قاتلة ، ولكن الله - تعالى - صيرها قاتلة مصيبة المقتل ، عاملة في استخراج الروح ؛ لأن من الجراحات ما إذا أصابت لم تصب المقتل ، ولا عملت في استخراج الروح . وقوله : { فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ … } الآية يخرج على وجوه : أحدها : أن العبد لا صنع له في القتل واستخراج الروح منه ، إنما ذلك فعل الله ، وإليه ذلك ، وهو المالك لذلك ؛ لأن الضربة والجرح قد يكون ولا موت هنالك ؛ وكذلك الرمي ، ليس كل من أرسل شيئاً من يده فهو رمي ، إنما يصير رمياً بالله إنشاء السهم حتى يصل بطبعه المبلغ الذي يبلغ ؛ فكأنه لا صنع له في الرمي . ألا ترى أنه لا يملك رد السهم إذا أرسله ، ولو كان فعله لملك رده ؛ ولهذا قال أبو حنيفة - رحمه الله - : إن الاستئجار على القتل باطل . والثاني : قتلوا بمعونة الله ونصره ؛ كما يقول الرجل لآخر : إنك لم تقتله ، وإنما قتله فلان ، أي : بمعونة فلان قتلته ؛ فعلى ذلك الأول . وقوله : { وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ } ، أي : ما أصاب رميك المقصد الذي قصدت ، ولكن الله بالغ ذلك المقصد الذي قصدتم . والثالث : { فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ } ، أي : لم تطمعوا بخروجكم إليهم قتلهم ؛ لأنهم كانوا بالمحل الذي وصفهم من الضعف وشدة الخوف والذلة كأنما يساقون إلى الموت ، فإذا كانوا بالمحل الذي ذكر فيقول - والله أعلم - : لم تطمعوا بخروجكم إليهم وقصدكم إياهم قتلهم ؛ لما كان فيكم من الضعف وقوة أولئك ، ولكن الله أذلهم ، وألقى في قلوبهم الرعب والخوف حتى قتلتموهم ؛ وكذلك قوله : { وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ } لا يطمع الإنسان برمي كف من تراب النكبة بأعدائه ، ولكن الله رمى حيث بلغ ذلك ، وغطى أبصارهم وأعينهم بذلك الكف من التراب ؛ على ما ذكر في القصة أنه رمى كفّاً من تراب فغشى أبصار المشركين ، فانهزموا لذلك . ويحتمل أن تكون نسبة هذه الأفعال إلى نفسه وإضافتها إليها ، لما نسب وأضاف كل خير ومعروف إلى نفسه ؛ من ذلك قوله : { يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُواْ … } الآية [ الحجرات : 17 ] ، وقوله : { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ } [ البقرة : 272 ] ، وقوله : { ٱهْدِنَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } الآية [ الفاتحة : 6 ] ، وغير ذلك من الآيات التي فيها إضافة الأفعال التي خلصت لله وصفت [ له ] ؛ فعلى ذلك نسب فعلهم إلى نفسه ؛ لخلوصه وصفائه له ، والله أعلم . وقوله - عز وجل - : { وَلِيُبْلِيَ ٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاۤءً حَسَناً } . أي : نعمة عظيمة ؛ حيث نصرهم على عدوهم مع ضعف أبدانهم ، وقلة عددهم ، وكثرة أعدائهم ، وقوة أبدانهم وعدتهم ، وهو ما ذكر في هلاك فرعون وقومه أنه بلاء من ربكم عظيم بقوله : { وَفِي ذَٰلِكُمْ بَلاۤءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ } [ البقرة : 49 ] ؛ فعلى ذلك هذا ، والله أعلم . وقوله - عز وجل - : { إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } . أي : سميع لدعائكم الذي دعوتم ، وتضرعكم الذي تضرعتم إليه . أو أن يقول : { سَمِيعٌ } ، أي : مجيب لدعائكم ، { عَلِيمٌ } : بأقوالكم وأفعالكم ، التي تسرون وتعلنون ، والله أعلم . وقوله - عز وجل - : { ذٰلِكُمْ وَأَنَّ ٱللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ ٱلْكَافِرِينَ } . قوله : { ذٰلِكُمْ } ، أي : ذلك كان بهم من القتل والأسر والهزيمة لما أوهن وأضعف كيدهم تعالى . ويحتمل أن يكون صلة قوله : { وَلِيُبْلِيَ ٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاۤءً حَسَناً } ، أي : ذلك الإنعام والإبلاء الذي من الله عليكم لما أوهن كيدهم ، وذلك يكون في جملة المؤمنين ، ما من مؤمن إلا وله من الله إليه إبلاء وإنعام في كل حال لإيهانه كيد الكافرين . وقوله : { إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ ٱلْفَتْحُ } . الاستفتاح يحتمل وجوهاً ثلاثة : يحتمل الاستكشاف وطلب البيان ، ويكون طلب النصر والمعونة ؛ كقوله : { وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } [ البقرة : 89 ] ، أي : يستنصرون ، ويكون طلب الحكم والقضاء بين الحق والباطل ؛ يقال : فتح بكذا ، أي : حكم به وقضى ، فهو يخرج على وجهين : على طلب بيان المحق من المبطل ، وطلب بيان أحق الدينين بالنصر والحكم ؛ فقد بين الله لهم أحق الدينين ما ذكر في القصة أن أبا جهل قال : اللهم اقض بيننا وبين محمد ، فقال : اللهم أينا كان أوصل للرحم وأرضى عندك فانصره . ففعل الله ذلك ، ونصر المؤمنين ، وهزم المشركين ، فنزلت هذه الآية . وقيل : إنه دعا : اللهم انصر أعز الجندين وأكرم الفئتين وخير القبيلين ؛ فكان ما ذكرنا ؛ فقد بين الله - عز وجل - أحق الدينين ، وأعزّ الجندين لما هزم المشركين مع قوتهم وعدتهم ، وكثرة عددهم بفئة ضعيفة ، ذليلة ، قليلة العدد ، وضعيفة الأبدان والأسباب - دل أنه قد بين لهم الأحق من غيره . وقيل : إنهم استفتحوا بالعذاب ، وكان استفتاحهم ما قالوا : { ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ أَوِ ٱئْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [ الأنفال : 32 ] ، فجاءهم العذاب يوم بدر ، وأخبرهم يوم أحد : { وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئا … } الآية ، والاستفتاح هو ما ذكرنا . قال الحسن : الفتح القضاء . ولذلك قال قتادة : قالوا : إن تستقضوا فقد جاءكم القضاء في يوم بدر ؛ كقوله : { رَبَّنَا ٱفْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِٱلْحَقِّ … } الآية [ الأعراف : 89 ] . وقال القتبي : قوله : { إِن تَسْتَفْتِحُواْ } : تسألوا الفتح ، وهو النصر ، { فَقَدْ جَآءَكُمُ } وهو ما ذكرنا . وقوله - عز وجل - : { وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } . يحتمل قوله : وإن تنتهوا عما كنتم ، فهو خير لكم يغفر لكم ؛ كقوله : { إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُمْ مَّا قَدْ سَلَفَ } [ الأنفال : 38 ] . وقيل : وإن تنتهوا عن قتل محمد ، فهو خير لكم من أن ينتهي محمد عن قتالكم . وقوله : { وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ } يحتمل : وإن تعودوا إلى قتال محمد ، نعد إليكم من القتل ، والقتال ، والأسر ، والقهر . ويحتمل : وإن تعودوا نعد إلى البيان والكشف إلى ما كنتم [ من ] قبل البيان من التكذيب والكفر لمحمد ، نعد إلى الانتقام والتعذيب ؛ كقوله : { وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الأَوَّلِينَ } . وقوله - عز وجل - : { وَلَن تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } . بالنصر والمعونة . فإن قيل : ذكر أنه لن تغني عنكم فئتكم وكثرتكم ، وقد أغناهم كثرتهم يوم أحد ؛ حيث ذكر أن الهزيمة كانت على المؤمنين . قيل : هذا لوجهين : أحدهما : أن عاقبة الأمر كانت للمؤمنين ، وإن كان في الابتداء كان عليهم فلن يغني عنهم ذلك ؛ على ما ذكر ؛ لأنه لو أغناهم ذلك لكان لهم الابتداء والعاقبة . والثاني : أنه لم تكن النكبة والهزيمة على المؤمنين إلا لعصيان [ كان ] منهم ؛ لقوله : { وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ ٱللَّهُ وَعْدَهُ … } الآية [ آل عمران : 152 ] ، فما أصاب المؤمنين من النكبات إنما كان بسبب كان منهم ، لا بالعدو ؛ لذلك كان الجواب ما ذكر ، والله أعلم .