Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 100-100)
Tafsir: Taʾwīlāt ahl as-sunna
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله - عز وجل - : { وَٱلسَّابِقُونَ ٱلأَوَّلُونَ مِنَ ٱلْمُهَاجِرِينَ وَٱلأَنْصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ } . يحتمل هذا أن يكون مربوطاً معطوفاً على قوله : { سَيُدْخِلُهُمُ ٱللَّهُ } مع السابقين الأولين ، أي : أولئك الذين آمنوا من بعد أولئك المهاجرين والأنصار يدخلهم في الجنة مع السابقين الأولين . ويحتمل أن يكون على الابتداء ، لا على العطف على الأول ، ثم اختلف فيه : قال بعضهم : السابقون الأولون في الإسلام والنصرة . وقال بعضهم : الأولون في الهجرة والنصرة . { وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ } [ أي والذين اتبعوا أولئك في الإسلام ] على تأويل من جعل السابقة في الإسلام ، وعلى تأويل من جعل على الهجرة اتبعوهم بإحسان فريقين : المهاجرين والأنصار ، ولا يجعل طبقة ثالثة ، وأمّا قراءة العامة من القراء فهي على إثبات الواو ، وجعل طبقة ثالثة . ثم منهم من قال من أهل التأويل : السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار : الذين بايعوا بيعة الرضوان . وقال بعضهم : هم الذين صلوا [ إلى ] القبلتين . وقال بعضهم : السابقون إلى الإسلام : الأولون من المهاجرين والأنصار الذين صلوا [ إلى ] القبلتين ، والذين اتبعوهم على دينهم إلى يوم القيامة بإحسان . ثم خصوص تسمية أهل المدينة أنصاراً وإن كانوا هم [ و ] المهاجرون جميعاً نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا أنصاراً له ؛ فهو - والله أعلم - لأنهم نصروا المهاجرين ؛ حيث آووهم ، وأنزلوهم في منازلهم وأوطانهم ، وبذلوا لهم أنفسهم وأموالهم ، وإن كانوا جميعاً في النصر لرسول الله صلى الله عليه وسلم شرعاً سواء . ثم في الآية دلالة الرد على الروافض ؛ لأنهم يجعلون أبا بكر ، وعمر ، وهؤلاء - رضي الله عنهم - ظلمة ، على الحق بتوليهم أمر الخلافة والإمامة ؛ لأنه معلوم أنهم كانوا فيما ذكر عز وجل من المهاجرين والأنصار . ثم أخبر أن الله راضٍ عنهم ، وأنهم راضون عنه ، دل أنهم كانوا على حق وصواب من الأمر ، وأن من وصفهم بالظلم والتعدي هو الظالم . والمتعدي : واضع الشيء غير موضعه . وفيه [ دلالة ] جواز تقليد الصحابة والاتباع [ لهم ] والاقتداء بهم ؛ لأنه مدح - عز وجل - من اتبع المهاجرين والأنصار بقوله : { وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ } ، ثم أخبر عن جملتهم أن الله راضٍ عنهم [ دل ] - والله أعلم - أن التقليد لهم لازم ، والاقتداء بهم واجب ، وإذا أخبروا بخبر أو حدثوا بحديث يجب العمل به ، ولا يسع تركه ، والله أعلم بذلك .