Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 88-89)
Tafsir: Taʾwīlāt ahl as-sunna
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله - عز وجل - : { لَـٰكِنِ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ } . يقول - والله أعلم - : إن الرسول والذين حققوا الإيمان والتصديق جاهدوا بأموالهم وأنفسهم ، أي : بذلوا أنفسهم وأموالهم لنصر دين الله ، وإظهار سبيله ، ولم يبخلوا كما بخل أهل النفاق في بذل أموالهم وأنفسهم في نصر دينه بالمجاهدة مع أعدائه ، ولم يحققوا الإيمان والتصديق ؛ أخبر أن للمؤمنين الذين حققوا الإيمان والتصديق ، وبذلوا أنفسهم وأموالهم ، وجاهدوا بها في نصر دين الله ، وإظهار سبيله - لهم الخيرات . قال بعضهم : { لَهُمُ ٱلْخَيْرَاتُ } : بالذكر في الدنيا ، والثناء الحسن ، وسلوك الناس طريقهم ، وفي الآخرة الثواب والجزاء . وقيل : الخيرات في الآخرة ؛ لما بذلوا أنفسهم وأموالهم في نصر دينه ، والمجاهدة مع عدوه . وقيل : الخيرات : الحور العين ؛ كقوله : { فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ } [ الرحمن : 70 ] والله أعلم . { وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } . المفلح : هو الذي يظفر بحاجته ؛ يقال : قد أفلح ، وقد ذكرنا هذا فيما تقدم . وقوله - عز وجل - : { أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } ليعلم أن الأعظم ليس يقع فيما فيه الغلظ والكثافة ، ولكن القدر والمنزلة .