Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 116-119)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَلَوْلاَ } أي : فهلا { كَانَ مِنَ ٱلْقُرُونِ } اللات خلون { مِن قَبْلِكُمْ } وفيها { أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ } أي : ذوو رأي ونهية وفضل وتدبير { يَنْهَوْنَ } برأيهم وتدبيرهم { عَنِ ٱلْفَسَادِ } الواقع { فِي ٱلأَرْضِ } ولكنا ما أبقينا عليها منهم { إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ } أي : من عقلائهم ، ليتبع لهم العوام فينجوا من الآثام { وَ } مع ذلك لم يتبعوا حتى ينجوا ، بل { ٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } أنفسهم بالعرض على عذا ب الله والخروج عن مقتضى حدوده بـ { مَآ أُتْرِفُواْ فِيهِ } أي : المترفهة المتنعمة من ذوي اللذات والشهوات ، فاهتموا بتحصيل أسبابها { وَكَانُواْ } بميلهم إلى الهوى واللذات { مُجْرِمِينَ } [ هود : 116 ] مستحقين لأنواع العقوبات . { وَمَا كَانَ رَبُّكَ } أي : ليس من سنته وجري عادته { لِيُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ بِظُلْمٍ } بشرك وكفر صدر عنهم { وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ } [ هود : 117 ] أي : والحال أن أهلها مصلحون على الأرض لا مفسدون فيها ؛ يعني : لا يأخذهم سبحانه بمجرد حق الله بلا انضمام حقوق العباد إليه ، بل إنما أخذهم الله حين فشا الفسوق والمراء ، وظهر الفساد والجدال بين العباد . كيف { وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ } من غاية لطفه لعباده { لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ } [ هود : 118 ] متفقة على التوحيد بلا مخالفة منهم . { إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ } وجعل فطرته على صرافة التوحيد { وَلِذٰلِكَ } التوحيد والعرفان { خَلَقَهُمْ } وجبلهم { وَ } بالجملة : { تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ } بوضع الاختلاف بين استعدادات عباده حسب تجلياته وشئونه على مقتضى أوصافه وأسمائه المتقابلة بحسب الكمال { لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ } التي أُعدت للأشقياء المردودين المنحرفين عن جادة العدالة الإلهية والقسط الحقيقي { مِنَ ٱلْجِنَّةِ } أي : الشياطين { وَٱلنَّاسِ } التابعين لهم والمقتفين أثرهم { أَجْمَعِينَ } [ هود : 119 ] أي : منهما جميعاً .