Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 29-32)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَيٰقَوْمِ لاۤ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ } أي : على تبليغي وإرشادي إياكم وإهدائي لكم { مَالاً } جعلاً وأجراً { إِنْ أَجْرِيَ } أي : ما أجري { إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ } الذي أمرني به وبعثني لتبليغه { وَ } إن أردتم أن أطرد من معي من المؤمنين فاعلموا أني { مَآ أَنَاْ بِطَارِدِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } وليس في وسعي طردهم وكيف أطردهم { إِنَّهُمْ } من غاية سعادتهم وصلاحهم { مُّلاَقُواْ رَبِّهِمْ } الذي وفقهم على الإيمان والهداية ، فيخاصمون مع طاردهم وينتقمون عنه { وَلَـٰكِنِّيۤ أَرَاكُمْ } من خبث باطنكم { قَوْماً تَجْهَلُونَ } [ هود : 29 ] تنكرون لقاء الله وحوله وقوته وإعانته للمظلوم وانتقامه للظالم الطارد . { وَيٰقَوْمِ } المكابرين المعاندين في طلب طرد المؤمنين الموقنين { مَن يَنصُرُنِي } ويدفع عني { مِنَ } عذاب { ٱللَّهِ } وبطشه وانتقامه { إِن طَرَدتُّهُمْ } اتبغاء لمرضاتهم ومواساة لكم بلا إذن وارد من قبل الحق ، ووحي نازل من عنده { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } [ هود : 30 ] أيها المجبولون على العقل المفاض ، المستلزم للتوحيد والعرفان لينكشف الأمر عنكم ، وتعرفوا وخامة عاقبة التماسكم طرد المؤمنين وتوفيقكم الإيمان عليه . { وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ } مدعياً بعدم طرد المؤمنين الفاقدين حطام الدنيا { عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ } فأغنيهم بها ، لذلك لم أطردهم { وَلاَ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ } أي : لا أدعي الاطع على غيوب أحوالهم في مآلهم حتى يكون سبب ودادي لهم { وَلاَ أَقُولُ } لكم مباهاة ومفاخرة : { إِنِّي مَلَكٌ } حتى تقولوا : ما أنت إلا بشر مثلنا { وَلاَ أَقُولُ } أيضاً { لِلَّذِينَ } أي : للمؤمنين الذين { تَزْدَرِيۤ أَعْيُنُكُمْ } أي : استرذلتموهم ، وتقولون في حقهم : ما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي : { لَن يُؤْتِيَهُمُ } ويعطيهم { ٱللَّهُ خَيْراً } في الدنيا والأخرة ؛ إذ حالهم ومآلهم من الغيوب التي استأثر الله بها ولم يطلعني عليها ؛ إذ { ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِيۤ أَنْفُسِهِمْ } من الإخلاص والرضا ، وما لي علم بحالهم إلا بوحي الله وإلهامه ، ولم يوخ إليَّ شيء من أحوالهم ، وإن تفوهت عنهم وعن أحوالهم بلا وحي { إِنِّيۤ إِذاً لَّمِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ } [ هود : 31 ] المجترئين على الله في ادعاء الاطلاع على غيبه رجماً به . وبعدما سمعوا من نوح عليه السلام ما سمعوا { قَالُواْ } من فرط عتوهم وعنادهم : { يٰنُوحُ } نادوه استهانة واسحتقاراً { قَدْ جَادَلْتَنَا } وخاصمتنا بالمقدمات الكاذبة الوهمية { فَأَكْثَرْتَ } علينا { جِدَالَنَا } وبالغت فيها وتماديت { فَأْتِنَا } أيها المكثر المفرط { بِمَا تَعِدُنَآ } من العذاب ، فإنا لن نؤمن بك { إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } [ هود : 32 ] في دعواك .