Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 33-37)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالَ } نوح متأسفاً متحزناً ، آيساً من إيمانهم : يا قوم لست بآتٍ بموعدٍ حتى تعجزوني وتضطروني وتستهزئوا بي ، بل { إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ } أي : بالعذاب الموعود { ٱللَّهُ } المنتقم منكم { إِن شَآءَ } انتقامكم وتعلق إرادته لهلاككم { وَمَآ أَنتُمْ } حين غضبه سبحانه عليكم { بِمُعْجِزِينَ } [ هود : 33 ] الله في فعله وأخذه ؛ إذ هو القاهر فوق عباده ، بل أنتم حينئذٍ عاجزون ومضطرون مقهورون . { وَلاَ يَنفَعُكُمْ } اليوم { نُصْحِيۤ } لئلا يلحقكم ما سيلحقكم حين حلول العذاب { إِنْ أَرَدْتُّ } وأحببت { أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ } لأحفظكم { إِن كَانَ ٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ } أي : لا ينفعكم نصحي اليوم إن تعلق إرادة الله ومشيئته في سابق علمه لإغوائكم ، بل { هُوَ رَبُّكُمْ } ومولي أموركم { وَإِلَيْهِ } لا إلى غيره من الأظلال { تُرْجَعُونَ } [ هود : 34 ] في جميع أموركم وحلااتكم . أتريد يا نوح نصحهم وإشفاقهم ، وهم لا يقبلون منك { أَمْ } بل { يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ } أي : اختلقه من عنده ونسبه إلى الوحي ترويجاً { قُلْ } لهم حين قالوا لك هذه مجاراة عليهم ومماراة : { إِنِ ٱفْتَرَيْتُهُ } واختلفت ما جئت به { فَعَلَيَّ إِجْرَامِي } أي : وبال أمري ونكاله { وَ } الحال أنه { أَنَاْ بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُجْرِمُونَ } [ هود : 35 ] وتنسبون إلي من الجرائم . { وَ } بعدما بالغوا في العتو والفساد والإصرار على ماهم عليه من الجور والفساد { أُوحِيَ } وألهم { إِلَىٰ نُوحٍ } حين ظهر عليهم أمارات الإنكار ، ولاح علامات الاستخفاف والاستكبار { أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ } لك أبداً بعد هذا { مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ } لك قبل هذا ، فاقنط عن إيمانهم ، ولا تجتهد في نصحهم وإهدائهم { فَلاَ تَبْتَئِسْ } ولا تغتم من إهلاكهم ونزول العذاب عليهم إنهم مهلكون { بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } [ هود : 36 ] من الإعراض والإنكار والعتو والاستكبار . { وَ } بعدما حصل لك اليأس والقنوط من إيمانهم { ٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ } لحفظك ولمن آمن معك من الغرق { بِأَعْيُنِنَا } أي : بكنفنا وجوارنا وحفظنا وحصاننا { وَوَحْيِنَا } لك كيف تصنعها وتشيدها { وَ } بعدما صنعت { لاَ تُخَاطِبْنِي } ولا تناجِ معي { فِي } إنجاء القوم { ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ } أنفسهم بالمكابرة والعناد ونبذوا وراء ظهورهم ما جئت به من الهداية والرشاد { إِنَّهُمْ } بسبب انهماكهم في الغفلة والغرور { مُّغْرَقُونَ } [ هود : 37 ] مهلكون حتماً ، لانجاة لهم أصلاً .