Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 63-66)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَلَمَّا رَجَعُوا } من مصر { إِلَىٰ أَبِيهِمْ } حكوا ما جرى بينهم وبين العزيز من الحكايات التي مضت ، ثم طلبه منهم ما يصدقهم ويشهد لهم واضطرارهم من الشاهد وأمرهم العزيز بإحضار أخيهم بنيامين ؛ ليكون مصدقاً لهم ، ثم بعدما بسطوا الكلام عند أبيهم { قَالُواْ يٰأَبَانَا مُنِعَ مِنَّا ٱلْكَيْلُ } بعد اليوم لو لم ترسل معنا بنيامين { فَأَرْسِلْ مَعَنَآ أَخَانَا } ليكون مصدقاٌ لنا عند العزيز وبعد تصديقه إيانا { نَكْتَلْ } لجميعنا { وَ } لمَ لمْ ترسله معنا { إِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } [ يوسف : 63 ] من طريق المكروه عليه ؛ إذ نحن عصبة ذوو قدرة وقوة ؟ ! . { قَالَ } لهم أبوهم متأسفاً متحزناً : { هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ } وأجعلكم وقاية له { إِلاَّ كَمَآ أَمِنتُكُمْ عَلَىٰ أَخِيهِ } يوسف { مِن قَبْلُ فَٱللَّهُ } الرقيب على عباده في جميع حالاتهم { خَيْرٌ } لهم { حَافِظاً } أي : من جهة الحضانة والحفظ { وَهُوَ } في ذته { أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ } [ يوسف : 64 ] إذ رحمْ الكل يرجع إليه ؛ لأن الرحيم بالذات ، ورحمُ غيره إنما يتشعب من رحمه . وبعدما ألحوا مع أبيهم واقترحوا له بإرسال أخيهم بنيامين ، وتفرسوا منه أنه لم رضَ بإرساله ، خرجوا من عنده محزونين { وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ } التي جاءوا بها { وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ } التي اشتروا بها الكيل { رُدَّتْ إِلَيْهِمْ } ندموا وتحزنوا ، ثم رجعوا إلى أبيهم شاكين مشتكين { قَالُواْ يٰأَبَانَا } إنا نجزم بمنع الكيل لو نكرر { مَا نَبْغِي } أي : شيء نفعل وندبر { هَـٰذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا } على وجه لا نطلع عليها إلا الآن ، فجزمنا ألاَّ كيل لنا إن عدنا إليه مرة أخرى بلا إتيان أخينا ، ونكون عند العزيز من الكاذبين الصاغرين ونسأل منك يا أبانا من كمال كرمك وجاهك أن ترسل معنا أخانا ؛ ليصدقنا عند العزيز { وَ } بعد تصديقه أبانا { نَمِيرُ } ونحمل العطايا من عنده { أَهْلَنَا } أي : لأجلهم { وَنَحْفَظُ } في الذهاب والإياب { أَخَانَا وَنَزْدَادُ } بسببه { كَيْلَ بَعِيرٍ } أي : حمله ؛ إذ من سنة العزيز أن يحمل لكل منا بعيراً ! { ذٰلِكَ } الكيل الذي جئنا به { كَيْلٌ يَسِيرٌ } [ يوسف : 65 ] قليل لا يفي لمعاشنا إلى قت الخصب ما لم نزد . ؟ ثم لما بالغوا في سؤالهم واقترحوا الإسعاف ماطلبوا { قَالَ } لهم أبوهم معاتباً عليهم : { لَنْ أُرْسِلَهُ } أي : بنيامين { مَعَكُمْ حَتَّىٰ تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِّنَ ٱللَّهِ } أي : يميناً وسماً أثق به وأعتمد عليه { لَتَأْتُنَّنِي بِهِ } ألبتة لا خلف { إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ } نوع من البلاؤ من إلمام العدو وغيره { فَلَمَّآ } اضطروا إلى ما طلبه أبوهم منهم { آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ } فرضي بإرسال بنيامين معهم ضرورة ثم { قَالَ } أبوهم تأكيداً وتغليظاً وتفويضاً لأمره إلى ربه : { ٱللَّهُ } المطلع لجميع حالات عباده { عَلَىٰ مَا نَقُولُ } ويجري بيننا { وَكِيلٌ } [ يوسف : 66 ] أي : رقيب حفيظ ، بفعل بنا على مقتضى علمه وخبرته . ثم لما رضي يعقوب عليه السلام بإرسال ابنه بنيامين ، فشدوا وخرجوا من عنده ، وصى لبنيه أن يتفرقوا عند الدخول إلى مصر ، ولا تدخلوا كوكبة واحدة ؛ خوفاً منهم أن يعانوا ؛ إذ هم ذوو جمال وبهاء ، كان الناس يتعجبون منهم حين انصرفوا مجتمعين .