Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 67-69)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَقَالَ يٰبَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ } على البلدة { مِن بَابٍ وَاحِدٍ } مجتمعين { وَٱدْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ } فرادى ، حتى لا تتضرروا من العيون اللامة { وَ } اعلموا أني { مَآ أُغْنِي } وأدفع بقولي لكم هذا { عَنكُمْ مِّنَ } قضاء { ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ ٱلْحُكْمُ } أي : ما الحكم والأمر { إِلاَّ للَّهِ عَلَيْهِ } لا على غيره من الأظلال { تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ } في كل الامور { فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ } [ يوسف : 67 ] إذ لا رجوع للكل إلا إليه . { وَلَمَّا دَخَلُواْ } مصر { مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم } متفرقين من أبواب متعدد { مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ } ويدفع تدبير أبيهم { مِّنَ } قضاء { ٱللَّهِ } الذي قدر لهم { مِن شَيْءٍ } إذ الأمر والقضاء لله ولا معقب لحكمه { إِلاَّ } يعني : سوى ما كان { حَاجَةً } تختلج { فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا } بالوصية لأبنائه تفاؤلاً وتفريجاً { وَإِنَّهُ } أي : يعقوب عليه السلام { لَذُو عِلْمٍ } كامل مفاض له من لدنا ، متعلق بما لا مرد لقضائنا ، لذلك قال : وما أغني عنكم من الله من شيء ، { لِّمَا عَلَّمْنَاهُ } بطريق الوحي والإلهام إياه { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ } المجبولين على الجهل والنسيان { لاَ يَعْلَمُونَ } [ يوسف : 68 ] أن قضاءنا لا يرد ، وأن الحذر لا يغني عن القدر ؛ لذلك أصاب بهم ما خفوا عنه . { وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَىٰ يُوسُفَ } مع بنيامين ، أضافهم وأجلس كل اثنين منهم على سماطٍ ، فبقي بنيامين وحيداً ، فبكى وتأوى متحسراً ، وقال : ألو كان أخي يوسف حياً لما بقيت وحيداً ، ولما رأى يوسف حنينه وبكاءه { آوَىۤ إِلَيْهِ أَخَاهُ } ورجع نحوه وضم نفسه إلى نفسه ، وأجسله على سماطه ، ثم أمر يوسف أن ينزولهم كل أثنين بمنزل احد ، فبقي بنيامين لا ثاني له ، فاغتم حينئذٍ أشد اغتمام ، فذهب به يوسف إلى منزله ، فقال له : أتحب أن أكون أخاك بدل أخيك الهالك ؟ قال : فمن يجد مثلك أخاً ، غير أنك لم يلدك يعقوب ولا راحيل . ثم لما رأى يوسف زيادة همه وحزنه وكثرة تأسفه وغمه { قَالَ } لا تحزن ولا تغتم { إِنِّيۤ } بشخصي { أَنَاْ أَخُوكَ } يوسف بن يعقوب وراحيل ، قد احتال عليَّ اخوتك وخادعوني بأنواع الحيل والخداع إلى أن فرقوا بيني وبينك وبين أبي مدة مديدة حسداً ، فأنقذني الله عن مكرهم وكيدهم ، وخلصني عن قيد الرقية والسجن وأنواع المحن ورفع قدري ومكانتي وشرفني برؤيتك ، وأعطاني من المكرمات ما لا يحصى { فَلاَ تَبْتَئِسْ } ولا تحزن يا أخي { بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [ يوسف : 59 ] معي ومعك من أنواع الصغار والهوان وأصناف الأذيات . ثم لما قرت عينا بنيامين بوجه يوسف وسر قلبه لقياه بعدما آيس وقنط ، قال : يا أخي لا أفارقك أبداً ، قال يوسف ؛ لا يتيسر هذا إلا بعد أن أتهمك بتهمة ، فأخذك لأجلها إن رضيت ، قال : رضيت بأي تهمة اتهمتني بها .