Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 35-39)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَ } اذكر يا أكمل الرسل وقت { إِذْ قَالَ } جدك { إِبْرَاهِيمُ } حين ناجى مع الله بعدما عمر مكة : { رَبِّ ٱجْعَلْ هَـٰذَا ٱلْبَلَدَ } التي تأمرني بتعميرها ؛ يعني : مكة { ءَامِناً } ذا أمن وأمان من تخريب العدو وتغييرها { وَٱجْنُبْنِي } أي : بعدتي { وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ ٱلأَصْنَامَ } [ إبراهيم : 35 ] بتسويلات الأهوية الفاسدة والشياطين المضلة . { رَبِّ إِنَّهُنَّ } أي : الأوثان والأصنام بإظهارك بعض الخوارق عليها { أَضْلَلْنَ } وصرفن { كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ } عن جادة توحيدك { فَمَن تَبِعَنِي } بعدما دعوتهم إلى توحيدك { فَإِنَّهُ مِنِّي } وعلى ملتي وديني { وَمَنْ عَصَانِي } ولم يقبل قولي وأصر على ما هو عليه { فَإِنَّكَ } بمقتضى جودك وفضلك { غَفُورٌ } قادر على العفو والمغفرة عن جميع المعاصي { رَّحِيمٌ } [ إبراهيم : 36 ] ترحمهم بمقتضى سعة رحمتك وحلمك . { رَّبَّنَآ إِنَّيۤ أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي } إذ هي حجرية لا زرع فيها ولا حرث { عِندَ بَيْتِكَ ٱلْمُحَرَّمِ } سمي به ؛ إذ حرمت فيه المقاتلة والصيد والتعرض والتهاون مطلقاً حفظاً فيه ؛ لذلك لا يزال معظماً مكرماً يهابه الجبابرة ، وإنما أسكنتهم عنده ؛ ليكنسوا بيتك من الأقذار ، ويصفوه من الأكدار { رَبَّنَا } إنما أسكنت ذريتي عند بيتك { لِيُقِيمُواْ } ويديموا { ٱلصَّلاَةَ } المقربة نحو جنابك وفناء بابك { فَٱجْعَلْ } بمقتضى فضلك وجودك { أَفْئِدَةً } أي : وفداً كثيراً وقفلاً { مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِىۤ } أي : تميل وتتوجه { إِلَيْهِمْ } أي : بعضاً منها وهو إسماعيل وبنوه { بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ } من الجوانب { وَٱرْزُقْهُمْ مِّنَ } أنواع { ٱلثَّمَرَاتِ } المهداة إليهم من البلاد البعيدة ، ياـي بها الزوار والتجار { لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ } [ إبراهيم : 37 ] نعمتك ويواظبون على طاعتك وخدمة بيتك عن فراغ القلب . { رَبَّنَآ } يا من ربانا بأنواع اللطف والكرم { إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي } من حوائجنا { وَمَا نُعْلِنُ } أي : ما لنا علم به ؛ إذ أنت أعلم بحوائجنا منا ؛ إذ علمك بنا وبجميع مظاهرك حضوري ذاتي ، ولا علم لنا بذاتنا كذلك ، بل نحن عاجزون عن إدراك أنفسنا كعجزنا عن إدراك ذاتك يا مولانا ، لذلك قال صلى الله عليه وسلم : " من عرف نفسه فقد عرف به " { وَ } كيف يخفى عليك حوائجنا ؛ إذ { مَا يَخْفَىٰ } ويستر { عَلَى ٱللَّهِ } المحيط بكل الأشياء { مِن شَيْءٍ } لذلك ظاهر { فَي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِي ٱلسَّمَآءِ } [ إبراهيم : 38 ] وكيف خفي عليه شيء ؛ إذ هو عالم بها ، مظهر لها لا يعرزب عنه شيء منها . { ٱلْحَمْدُ } والمنة { لِلَّهِ ٱلَّذِي وَهَبَ لِي } من يخلفني ويحيي اسمي حين آيست ؛ إذ بلغ سني { عَلَى } كمال { ٱلْكِبَرِ } والهرم { إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ } روي أنه ولد له إسماعيل لتسع وتسعين سنة ، وإسحاق لمائة واثتني عشر سنة { إِنَّ رَبِّي } الذي رباني بأنواع الكرم وشرفني بخلعة الخلة والحلم { لَسَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ } [ إبراهيم : 39 ] الذي صدر عن لسان استعدادي ومجيبه بطلب من يخلفني ويقوم مقامي .