Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 40-43)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ رَبِّ ٱجْعَلْنِي مُقِيمَ ٱلصَّلاَةِ } على وجه الخضوع والخشوع والتبتل والأخلاص { وَ } اجعل { مِن ذُرِّيَتِي } أيضاً من يقيمها على الوجه المذكور { رَبَّنَا } استجب مني { وَتَقَبَّلْ دُعَآءِ } [ إبراهيم : 40 ] في حقي وحق أولادي . { رَبَّنَا ٱغْفِرْ لِي } بفضلك ؛ إلا لا أملك لنفسي ضراً ولا نفعاً { وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } جميعاً ، واعف بمقتضى جودلك من زلتي ولازتهم { يَوْمَ يَقُومُ ٱلْحِسَابُ } [ إبراهيم : 41 ] وبنشر الديوان ، ويحاسب كل على ما كسب من العصيانز { وَلاَ تَحْسَبَنَّ } يا أكمل الرسل { ٱللَّهَ } المطلع على سرائر الأمور وخفياته { غَافِلاً } ناسياً ذاهلاً { عَمَّا يَعْمَلُ ٱلظَّالِمُونَ } الخارجون عن حدود الله بإمهالهم زماناً ، بل { إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ } ويسوِّف عذابهم { لِيَوْمٍ تَشْخَصُ } وتتحير { فِيهِ ٱلأَبْصَارُ } [ إبراهيم : 42 ] وصاروا من شدة الهول والمهابة لا يقدرون على أن يطرفوا عيونهم ، بل تبقى مفتوحة حائرة كيعون الموتى ، كأنهم قد انقطعت أرواحهم عن أجسادهم . وهم مع هذه الحيرة والدهشة { مُهْطِعِينَ } مسرعين نحو المحشر ، حيارى سكارى { مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ } أي : رافعيها نحو السماء ، مترقبين لنزول البلاء ، مدهوشين هائمين بحيث { لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ } شدة ولههم وهيمانهم { وَ } في تلك الحالة { أَفْئِدَتُهُمْ } وقلوبهم التي هي محل الأمان والخيالات { هَوَآءٌ } [ إبراهيم : 43 ] أي : خالية ، لا يخطر ببالهم شيء ملطقاً وإن كانت لا تخلو عن الأخطار أبداً .