Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 44-46)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَ } متى سمعت يا أكمل الرسل أهوال يوم القيامة وأحوال الأنام فيها { أَنذِرِ ٱلنَّاسَ } الناسين عهود الحق ومواثيقه التي عهدوا معه في بدء فطرتهم أي بشيء يفعلون { يَوْمَ يَأْتِيهِمُ ٱلْعَذَابُ } في اليوم الموعود ، وحينئذٍ انقطعت أسباب النجاة وتدبيرات الخلاص ولا يسع لهم التدارك أصلاً { فَيَقُولُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ } أنفسهم بتكذيب الله وتكذيب رسله حين رأوا العذاب ، مناجين متضرعين متمنين : { رَبَّنَآ أَخِّرْنَآ } أي : أعدنا وأرجعنا إلى الدنيا وأمهلنا فيها { إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ } أي : أيام قلائل { نُّجِبْ دَعْوَتَكَ } وتقبلها عن ألسنة رسلك { وَنَتَّبِعِ ٱلرُّسُلَ } ونصدقهم بجميع ما جاءوا به من عندك فيقال لهم على سبيل التهكم والتقريع : { أَوَلَمْ تَكُونُوۤاْ } أيها الظالمون المسرفون { أَقْسَمْتُمْ مِّن قَبْلُ } في دار الدنيا بطرين مغرورين { مَا لَكُمْ مِّن زَوَالٍ } [ إبراهيم : 44 ] أي : ما لنا وبال ولأموالنا زوال ، وما لنا عن أماكننا ارتحال وانتقال . { وَ } مع قولكم هذا ويمينكم عليه { سَكَنتُمْ } وتمكنتم أيها المسرفون المفرطون { فِي مَسَـٰكِنِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ أَنفُسَهُمْ } قبلكم أمثالكم مثل : عاد وثمود وهم أيضاً ، مقسمين بما أقسمتم { وَتَبَيَّنَ لَكُمْ } وظهر عندكم الآن { كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ } وكيف انتقمنا عنهم وأستأصلناهم { وَ } صار أمر إهلاكهم من الفضاحة إلى أن { ضَرَبْنَا لَكُمُ ٱلأَمْثَالَ } [ إبراهيم : 45 ] لتعتبروا عن حالهم وتتركوا أفعالهم ؛ لئلا تُنتقموا أمثالهم ، ومع ذلك لم تعتبروا ولم تتركوا ، فالآن تصابون وتؤاخذون بأشد مما أصيبوا وأُخذوا . { وَ } لا يفيدكم اليوم المكر والحيلة كما لا يفيد لهم مكرهم حين أخذهم ؛ إذ { قَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ } الذي خيلوه دلائل قاطعة وظنوه براهين ساطعة { وَعِندَ ٱللَّهِ مَكْرُهُمْ } إي : لم يفهموا أن عند الله سبحانه ما يزيل مكرهم وحيلهم { وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ } في المتانة والقوة { لِتَزُولَ مِنْهُ ٱلْجِبَالُ } [ إبراهيم : 46 ] إذ لا يعارض فعله ولا ينازع حكمه ، بل له الغلبة والاستيلاء والتعزز والكبرياء .