Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 130-133)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَ } بعدما جعلنا الخليل إماماً مقتدى للأنام ، هادياً لهم إلى دار السلام { مَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ } أي : من يعرض عن ملته الحنيفية ، الطاهرة عن الميل إلى الآراء والآثام ، البيضاء المنورة لقلوب أهل التفويض والإسلام ، المبينة على محض الوحي والإلهام { إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ } أي : لا يعرض عن ملته الغراء إلا من ترك نفسه في ظلمة الإمكان من غير رجوع إلى الفضاء الوجوب ، ليتبع الطريق الموصل إليه { وَ } الله { لَقَدِ ٱصْطَفَيْنَاهُ } واجتبيناه من بين الأنام { فِي ٱلدُّنْيَا } للرسالة والنبوة لإرشاد العباد إلى طريق التوحيد { وَإِنَّهُ فِي ٱلآخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ } [ البقرة : 130 ] للتحقق والوصول ، لا لطريق الاتحاد والحلول بل لطريق التوحيد الذاتي . واذكر يا أكمل الرسل { إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ } اختباراً له { أَسْلِمْ } توجه إلي بمقتضى علمك وكشفك مني { قَالَ } على مقتضى علمه بربه { أَسْلَمْتُ لِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } [ البقرة : 131 ] إذ كشف له ربه عن ذرائر الكائنات لذلك لم يخصصه ولم يقيده بمظهر دون مظهر . { وَوَصَّىٰ بِهَآ } أي : بالتوحيد الذاتي { إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ } إرشاداً إلى طريق الحق ووصى أيضاً بنوه بنيه { وَ } وصى أيضاً { يَعْقُوبُ } بنيه بما وصى أبوه وجده ، وقالوا : { يَابَنِيَّ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰ لَكُمُ ٱلدِّينَ } دين الإسلام المشتمل ، على توحيد الذات والصفات والأفعال { فَلاَ تَمُوتُنَّ } فلا تكونن في حال من الأحوال عند الموت { إِلاَّ وَأَنْتُم مُّسْلِمُونَ } [ البقرة : 132 ] موحدون بالتوحيد الذاتي . ثم لما اعتقد اليهود أن يعقوب وبنيه كانوا هوداً ، والنصارى اعتقدوهم نصارى ، أراد سبحانه أن يظهر فساد عقائدهم ، فقال : أتسمعون أيها اليهود والنصارى يهودية يعقوب وبنفيه ونصرانيتهم لمن أنزل عليكم { أَمْ كُنتُمْ شُهَدَآءَ } حضراء { إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ ٱلْمَوْتُ } ولولا هذا ولولا ذاك كنتم مفتشرين عليهم جاهلين بحالهم ، اذكر لهم يا أكمل الرسل { إِذْ قَالَ } حين أشرف على الموت { لِبَنِيهِ } إرشاداً لهم : { مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي } با بني ؟ { قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـٰهاً وَاحِداً } أحداً صمداً ، لم يتخذ صاحبة ولا ولداً { وَنَحْنُ لَهُ } لا لغيره من الآلهة الباطلة { مُسْلِمُونَ } [ البقرة : 133 ] منقادون متوجهون ، خالياً عن المكابرات والعناد ، قالعاً عرف التقليدات الراسخة في قلوب العباد .