Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 134-136)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ } مضت { لَهَا مَا كَسَبَتْ } من العزائم الدينية ، وعليها ما اكتسبت من الجرائم المتعلقة به بحسب ذلك الزمان { وَلَكُمْ مَّا كَسَبْتُمْ } من فوائد الإيمان والإسلام ، و عليكم ما اكتسبتم من غوائل الكفر والطغيان بحسب زمانكم هذا ؛ إذ لك منكم ومنهم لم يجز إلا بما عمل وكسب { وَلاَ تُسْأَلُونَ } وتؤاخذون أنتم { عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [ البقرة : 134 ] من السيئات ، كما لا تثابون من حسناتهم بل كل امرئ بما كسب رهين . { وَ } إن { قَالُواْ } أي : كل من الفريقين لكم { كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَىٰ } لكي { تَهْتَدُواْ } إلى طريق الحق { قُلْ } لهم لا نتبع آراءكم الفاسدة وأهواءكم الباطلة { بَلْ } نتبع { مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً } مائلاً عن الآراء الباطلة مهذباً منها { وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } [ البقرة : 135 ] بالله باعتقاد الوجود لغير الله . { قُولُوۤاْ } لهم في مقابلة قولهم أيها المؤمنون المتبعون لملة إبراهيم ، إرشاداً لهم وإسماعاً إياهم طريق الحق : { آمَنَّا بِٱللَّهِ } الواحد المتجلي في الآفاق بالاستحقاق بأسمائه الحسنى وصفاته العليا { وَ } آمنا أيضاً { مَآ أُنْزِلَ إِلَيْنَا } بوسيلة رسولنا من الكتاب المبين لمصلحتنا ، المتعلق بمبدئنا ومعادنا في زماننا { وَ } آمنا آيضاً { مَآ أُنزِلَ } إلى المتبوعين الماضين { إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَٱلأَسْبَاطِ } المورثين وديننا { وَ } كذلك آمنا { مَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ } من الكتب والآيات الدالة على توحيد الذات وتصديق من جاء به من عند ربه { وَ } الحاصل أنا آمنا بجميع { مَا أُوتِيَ ٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ } لإهداء المضلين من عباده إلى توحيده { لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ } بالإيمان والإنكار ، بل نؤمن بجميعهم ونصدقهم ؛ لكونهم هادين إلى توحيد الله وإن تفاوتت طرقهم { وَنَحْنُ لَهُ } لتوحيد الله { مُسْلِمُونَ } [ البقرة : 136 ] منقادون متوجهون ؛ وإن بين بطرقٍ متعددةٍ وكتبٍ مختلفةٍ بحسب الأعصار والأزمان المتوهمة من تجليات الذات بالأسماء والصفات .