Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 25-28)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم قال سبحانه كلاماً جلياً مثبتاً للتوحيد خالياً عن سمة التقليد : { وَمَآ أَرْسَلْنَا } من مقام جودنا وفضلنا { مِن قَبْلِكَ } يا أكمل الرسل من الرسل { مِن رَّسُولٍ } من الرسل الماضين { إِلاَّ نُوحِيۤ إِلَيْهِ } أولاً { أَنَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ } يُعبَد بالحق ويستحق للعبادة والإطاعة { إِلاَّ أَنَاْ } المتفرد برداء العظمة والكبرياء ، المنفرد بكمال الجلال ، ودوام البقاء { فَٱعْبُدُونِ } [ الأنبياء : 25 ] أيها الأظلال الهالكة والعكوس المضمحلة الباطلة ، وتذللوا نحوي خاضعين خاشعين ، إذ لا مرجع لكم غيري . وادّعا الشركة { وَقَالُواْ } مستدلين عليها : نحن نجد في التوراة والإنجيل أنه { ٱتَّخَذَ ٱلرَّحْمَـٰنُ } الملائكةَ وعزيراً وعيسى { وَلَداً } والولد شريكُ لأبيه ، إذ هو سرُّه { سُبْحَانَهُ } وتعالى عن أمثال هذه الهذيانات الباطلة { بَلْ } هم { عِبَادٌ } لله { مُّكْرَمُونَ } [ الأنبياء : 26 ] محبوبون لديه . لذلك { لاَ يَسْبِقُونَهُ بِٱلْقَوْلِ } أي : لا يبادرون إلى القول قبل قوله سبحانه ، ولا يبدلون ، ولا يغيرون قوله وحكمه ، كما هو دأب العبيد مع المولى { وَ } كيف يسبقونه بالقول { هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ } [ الأنبياء : 27 ] جميعَ ما عملوا من خيرٍ وشرٍ والمأمور لا يكون شريكاً للآمر . وكيف لا يعملون بأمره إذ هو { يَعْلَمُ } بعلمه الحضوري منهم ومن أحوالهم { مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } أي : ما هو حاضرٌ عندهم ، معلومٌ دونهم من أحوالهم وأفعالهم { وَمَا خَلْفَهُمْ } أي : ما هو غائبُ عنهم ومجهولُ لديهم { وَ } إن خرجوا عن مقتضى أمره سبحانه { لاَ يَشْفَعُونَ } أي : لا تقبل شفاعتهم لغيرهم ، أو لا يُشفع لهم عند الله بعدما خرجوا عن مقتضى حكمه { إِلاَّ لِمَنِ ٱرْتَضَىٰ } سبحانه ، ورضي بشفاعة من يشفع لهم وأَذِن { وَ } كيف يشفع عنده سبحانه بغير إذنه ورضاه ؟ إذ { هُمْ } أي : الشفعاء { مِّنْ } كمال { خَشْيَتِهِ } سبحانه ومن غاية سطوته وهيبته وقهره { مُشْفِقُونَ } [ الأنبياء : 28 ] خائفون مرعوبون وَجلون .