Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 47-50)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَ } بمجرد اعترافهم بظلمهم لا نأخذهم ولا نعذبهم حينئذٍ بل { نَضَعُ ٱلْمَوَازِينَ ٱلْقِسْطَ } العدل المسوى المستقيم بحيث لا عوج ولا انحراف لها إلى جانبٍ أصلاً ، المعدة { لِيَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } لنوزن فيها أعمال العباد صالحها وفاسدها ، ثم نجازيهم على مقتضى ما ظهر منها { فَلاَ تُظْلَمُ } وتنقص { نَفْسٌ شَيْئاً } من جزائها ، ولا تزداد عليها أيضاً سواء كان خيراً أو شراً ، ثواباً أو عقاباً على مقتضى عدلنا القويم وصراطنا المستقيم { وَإِن كَانَ } العمل والظلم وزنه { مِثْقَالَ حَبَّةٍ } كائنة { مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا } مع أنها لا اعتداد لها ، وجازينا صاحبها عليها تتميماً لعدلنا ، وتوفيةً لحقوق عبادنا { وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ } [ الأنبياء : 47 ] أي : كفى حسبانا لحقوق عبادانا أو لا يعزب عن حيطة حضرة علمنا شيء منها وإن قلَّ وحقر . ثم قال سبحانه على سبيل التذكير والعظة : { وَلَقَدْ آتَيْنَا } من تمام فضلنا وجودنا { مُوسَىٰ وَ } أخاه { هَارُونَ ٱلْفُرْقَانَ } أي : التوراة الفارق بين الحق والباطل { وَ } لكمال فرقة وفضله صار { ضِيَآءً } يستضيء به عموم المؤمنين الموحدين من المِللّيين التائهين في ظلمات الغفلات والجهالات وأنواع الضلالات { وَذِكْراً لَّلْمُتَّقِينَ } [ الأنبياء : 48 ] منهم المتذكرين الوقوفَ بين يدي الله يوم العرض الأكبر . وهم { ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِٱلْغَيْبِ } أي : بضمائرهم وسرائرهم كما يخشون منه سبحانه بظواهرهم وعَلَنِهم { وَ } مع ذلك الخوف المستوعب لجوانحهم وجوارحهم { هُمْ مِّنَ ٱلسَّاعَةِ } الموعودة إتيانها ، المتحققة وقوعها وقيامها حقاً حتماً محققاً { مُشْفِقُونَ } [ الأنبياء : 49 ] خائفون مرعوبون كأنها واقعة آتيه . { وَهَـٰذَا } القرآن الفرقان الجامع أيضاً { ذِكْرٌ } وتذكير لعموم الموحدين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم مبارك كثير الخير والبركة للموقنين المخلصين منهم ، الواصلين إلى مرتبة الفناء في الله { مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ } من كمال فضلنا ولطفنا إلى محمد خاتم الرسالة ، ومتمم مكارم الأخلاق ، ومكمل دائرة الرسالة والنبوة عليه من الصلاة ، والتحيات ما هو الأولى والأحرى { أَفَأَنْتُمْ لَهُ } ولكتابه { مُنكِرُونَ } [ الأنبياء : 50 ] أيها المسرفون المستكبرون ؟ ! .