Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 13-17)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإَذَآ أُلْقُواْ مِنْهَا } أي : من النار { مَكَاناً } أي : في مكان من أمكنتها صار { ضَيِّقاً } لهم تشدد العذاب عليهم ؛ بحيث صار كل منهم من ضيق { مُّقَرَّنِينَ } قرنت أيديهم إلى أعناقهم بالسلاسل والأغلال { دَعَوْاْ } وتمنوا من شدة حزنهم وكربهم { هُنَالِكَ ثُبُوراً } [ الفرقان : 13 ] هلاكاً وويلاً ، قائلين صائحين : واثبوراه ! واويلاه ! تعال تعال ! وهذا وقت حلولك ونزولك ، ويقال لهم حينئذ : { لاَّ تَدْعُواْ ٱلْيَوْمَ } أيها الجاهلون { ثُبُوراً وَاحِداً وَٱدْعُواْ ثُبُوراً كَثِيراً } [ الفرقان : 14 ] إذ أنواع العذاب تتجدد عليكم دائماً ، فاطلبوا الكل منها ثبوراً . { قُلْ } يا أكمل الرسل موبخاً عليهم ، ومعيراً بعدما بيَّنت لهم منقلبهم ومثواهم في الآخرة { أَذٰلِكَ } السعير الذي سمعتم وصفه ، أو المعنى : أذلك الجنة التي إمِلتم من جنات الدنيا ومنتزهاتها { خَيْرٌ } مرجعاً ومصيراً { أَمْ جَنَّةُ ٱلْخُلْدِ } المؤبد المخلد أهلها فيها بلا تبديل وتغيير { ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ } بدخولها حتى { كَانَتْ لَهُمْ جَزَآءً } لأعمالهم الصالحة التي أتوا بها في النشأة الأولى ، وصارت بدلاً من مستلذاتها الفانية { وَمَصِيراً } [ الفرقان : 15 ] أي : مرجعاً ومنقلباً لهم بعدما خرجوا من الدنيا ، مع أن { لَّهُمْ فِيهَا مَا يَشَآءُونَ } من النعيم المقيم الدائم ؛ لكونهم { خَالِدِينَ } فيها لا يتحولون عنها أصلاً ؟ لذلك { كَانَ } هذا الوعد { عَلَىٰ رَبِّكَ } يا أكمل الرسل { وَعْداً مَّسْئُولاً } [ الفرقان : 16 ] مطلوباً للمؤمنين في دعواهم ومناجاتهم ، حيث قالوا في سؤالهم ودعائهم : ربنا آتنا ما وعدتنا على رسلك ، إلى غير ذلك من الآيات والمناجاة المأثورة من الأنبياء والأولياء . { وَ } اذكر يا أكمل الرسل للمتخذين آلهة سوانا ، وحذِّرهم { يَوْمَ يَحْشُرُهُمْ } ونبعثهم للعرض والجزاء { وَ } نحشر أيضاً { مَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } الواحد الأحد الصمد ؛ أي : آلهتهم الذين يعبدونهم كعبادة الله ، كالملائكة وعزير وعيسى والجن والكواكب والأصنام ، عبَّر سبحانه عن آلهتهم بـ ( ما ) ، مع أن بعضهم عقلاء لعموم ( ما ) ؛ أي : إنها تستعمل في عاقل وغيره ، أو للتغليب ، أو باعتبار ما يعتقدون ويتخذون آلهة من تلقاء نفوسهم ، لا حقيقة لها سوى الاعتبار ؛ لأنهم لا يرضون باتخاذهم ، وبعدما حشر الآلهة ومتخذوهم مجتميعن { فَيَقُولُ } الله سبحانه مستفهماً للآلهة على سبيل التوبيخ والتبكيت لمتخذيهم : { أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلاَءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا ٱلسَّبِيلَ } [ الفرقان : 17 ] عن عبادتي ، ودعوتموهم إلى عبادة نفوسكم مدعين أنتم الشركة معي ؟ .