Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 45-47)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَ } من وفور وجودنا وإحساننا { لَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ ثَمُودَ } حين لاح عليهم أمارات العدوان ، وعلامات الفسوق والعصيان { أَخَاهُمْ صَالِحاً أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } أي : بأن اعبدوه حق عبادته ، وتذللوا نحوه ولا تتكبروا عليه بالخروج عن مقتضى أوامره وحدوده { فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ } [ النمل : 45 ] أي : بعدما أظهر عليهم الدعوة فاجئوا على الافتراق ؛ حيث آمن له البعض ، وصدقه وأعرض عنه البعض الآخر فكذبه ، فاختصما . { قَالَ } صالح للمعرضين المكذبين : { يٰقَوْمِ } شأنكم الحذر والإعراض من عذاب الله ونكاله ، وعن موجبات قهره وأسباب عضبه { لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِٱلسَّيِّئَةِ } الموجبة لأنواع العذاب والقهر الإلهي { قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ } المستجلبة لعموم الخيرات { لَوْلاَ } أي : هلاَّ { تَسْتَغْفِرُونَ ٱللَّهَ } العفو الغفور ؛ لكفركم وذنبكم الذي صدر عنكم { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } [ النمل : 46 ] قبل نزول عذابه عليكم ؛ إذ حين نزول العذاب لا ينفع توبتكم واستغفاركم . وبعدما ظهر عليهم أمارات قهر الله وغضبه إياهم ووقع الجدب بينهم { قَالُواْ } مغاضبين على صالح : { ٱطَّيَّرْنَا } أي : تطيرنا وتشاءمنا { بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ } من المصدقين لك ، المتدينين بدينك ؛ إذ توارت علينا المصيبات مذ ظهرتم بدينكم هذا ، ووقعت الوقائع الهائلة بشؤمكم وحدوث دينكم ، وبعدما سمع منهم صالح ما سمع آيس عن إيمانهم وصلاحهم { قَالَ طَائِرُكُمْ } أي : سببكم الذي جاء منه شركم وخيركم { عِندَ ٱللَّهِ } وفي لوح قضائه وحضرة علمه ، كتب عليكم الخير والشر حسب ما صدر عنكم من الأعمال الصالحة والطالحة ، ولا معنى لتطيركم وتشاؤمكم بنا { بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ } [ النمل : 47 ] وتُخبرون بتفاقهم المحن ، وتلاطم أمواج الفتن ؛ كي تستغفروا وتندموا عما أنتم عليه من الكفر ، وتستأصلوا من الكفر والعصيان ، وتستأصلوا بنزول عذاب الله ، وبعدما سمعوا منه كلامه هذا قصدوا مقته وإهلاكه .