Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 11-13)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَ } بعدما سكنت من البوح والنوح والإظهار { قَالَتْ لأُخْتِهِ } أي : مريم أخت موسى : { قُصِّيهِ } أي : اتبعي أثره وتتبعي أمره ؛ كي تدرك إلى ما فعلوا معه فذهبت بأمرها { فَبَصُرَتْ بِهِ } أي : موسى { عَن جُنُبٍ } بعد { وَ } أخفت حالها عنهم إلى حيث { هُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } [ القصص : 11 ] بقرابتها إياه ، وهم بعدما اتفقوا على حفظه ، وتركوا قتله أرادوا أن يرضعوه فطلبوا المرضة ؛ لحضانته ورضاعته . { وَ } قد كنا من متانة حكمنا وحكمتنا { حَرَّمْنَا عَلَيْهِ ٱلْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ } أي : قبل إلقائه أمه في البحر ، وحين عهدنا مع أمه برده إياها بقولنا : { إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ } [ القصص : 7 ] فأحضروا مراضع كثيرة فأبى موسى عن مصهن ، فتحيروا في أمره { فَقَالَتْ } مريم بعدما انتهزت فرصة : { هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ } إن ابتغيتم المرضعة { وَهُمْ } أي : أهل ذلك البيت { لَهُ نَاصِحُونَ } [ القصص : 12 ] إلى أن كبر ، بحيث لا يغفل من تربيته وحفظه . فلما سمع هامان منها ما سمع قال : إنها قد عرفت أهله ومنشأه ، خذوها حتى تخبر ما حاله ؟ قالت مريم : إنما أردت ، وهم للملك ناصحون فأمرها فرعون بإتيانها ، فأتت بأمها وموسى على يدي فرعون يبيكي ويصيح ، فلما شم ريح أمه استأنس ، والتقم ثديها ومص بلا إباءٍ ، فقال لها فرعون : من أنت منه فقد أبى كل ثدي إلا ثديك ؟ فقالت : إني امرأة طيبة الريح واللبن ، لا أوتي بصبي إلا قبلني ، فدفعه إليها وعيَّن أجرة حضانتها ورضاعتها ، فذهب به إلى بيتها من يومه . كما قال سبحانه : { فَرَدَدْنَاهُ } في يوم إلقائه في البحر { إِلَىٰ أُمِّهِ } إيفاءً لوعدنا إياها { كَيْ تَقَرَّ } وتنور { عَيْنُهَا } بولدها { وَ } بعدما رددناه إليها ألهمنا لها أن { لاَ تَحْزَنَ } بعد اليوم ، وتثق بوعدنا إياك { وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ } القادر على إيفاء العهدو { حَقٌّ } ثابت مطابق للواقع ، فكما أوفى سبحانه وعد رده إليك يوفي وعد رسالته ونبوته أيضاً بلا خلف منه ، فعليك أن تثقي بالله وتفوضي أمره إليه ، فإنه سبحانه يكفي مؤونة شرور أعدائه ويوصل إلى منتهى ما جبله لأجله ؛ إذ هو قادر غالب على كل ما أراد وشاء { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ } أي : أكثر الناس { لاَ يَعْلَمُونَ } [ القصص : 13 ] كمال قدرته وحكمته .