Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 11-16)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وكيف يستهزئ أولئك المسرفون مع الله ورسله وآياته النازلة من عنده ؛ إذ { ٱللَّهُ } المستقل بالتصرف في ملكه وملكوته { يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ } ويبدع المخلوقات من كتم العدم بلا سبق مادة وزمان ، ويظهر في فضاء الوجود ، ثمَّ يميته ويعدمه { ثُمَّ يُعِيدُهُ } حياً كذلك في النشأة الأخرى بعد انقراض النشأة الأولى { ثُمَّ } بعد العرض وتنقيد الأعمال { إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [ الروم : 11 ] رجوع الأمواج إلى البحر . { وَ } اذكر لهم يا أكمل الرسل { يَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ } المعدة للعرض والجزاء { يُبْلِسُ ٱلْمُجْرِمُونَ } [ الروم : 12 ] أي : يسكنون حيارى سكارى ، تائهين هائمين آيسين عن الخلاص . { وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ } حينئذٍ { مِّن شُرَكَآئِهِمْ } ومعبوداتهم { شُفَعَاءُ } يجتهدون لخلاصهم وإنقاذهم من عذاب الله على مقتضى ما هو زعمهم إياهم ، بل { وَ } هم حينئذٍ { كَانُواْ بِشُرَكَآئِهِمْ كَافِرِينَ } [ الروم : 13 ] ينكرون ويكفرون بهم حيث يئسوا عنهم ، وقنطوا عن شفاعتهم . { وَ } اذكر يا أكمل الرسل { يَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ } التي يحشر فيها الأموات ويعرضون على الله بما اقترفوا في دار الابتلاء من الحسنات والسيئات { يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ } [ الروم : 14 ] فرقاً فرقاً ، وفوجاً فوجاً كل مع شاكلته في الإيمان والكفر ، والصلاح والفساد . { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بالله وكتبه ورسله في دار الاختبار { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } المؤكدة لإيمانهم فيها { فَهُمْ } حينئذٍ من كمال فرحهم وسرورهم { فِي رَوْضَةٍ } ذات أزهارٍ وأنوارٍ وأنهارٍ { يُحْبَرُونَ } [ الروم : 15 ] يتنزهون ويسيرون مسرورين متنعمين . { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بتوحيدنا { وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا } المنزلة من عندنا على رسلنا { وَلِقَآءِ ٱلآخِرَةِ } أي : أنكروا بلقائها في النشأة الأخرى ، مع أنا وعدناهم على ألسنة رسلنا إياهم { فَأُوْلَـٰئِكَ } الأشقياء المردودون عن ساحة عز الحضور { فِي ٱلْعَذَابِ } المؤبَّد المخلَّد { مُحْضَرُونَ } [ الروم : 16 ] لا نجاة لهم منه ، أعاذنا الله من ذلك .