Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 50-50)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثمَّ أشار سبحانه إلى تعداد ما أحل لحبيبه صلى الله عليه وسلم من الأزواج ، فقال منادياً له تبجيلاً وتعظيماً : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ } المفضل المكرم من لدنا على سائر الأنبياء والرسل بالعنايات العليَّة والكرامات السنيَّة { إِنَّآ } من مقام عظيم جودنا { أَحْلَلْنَا } وأبحنا { لَكَ } في شرعك ودينك { أَزْوَاجَكَ ٱللاَّتِيۤ آتَيْتَ } وأعطيت { أُجُورَهُنَّ } أي : مهورهن معجلاً { وَ } أبحنا لك أيضاً { مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ } من الإماء المردودة إليك { مِمَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ } المنعم المفضل { عَلَيْكَ } ورده سبحانه من خيار المسببات وصفيات المغنم إليك ، وصفية - رضي الله عنها - منهن { وَ } أحللنا لك أيضاً في دينك { بَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاَتِكَ ٱللاَّتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ } من مكة حباً لك ، وطلباً لمرضاة ربك ، وما أبحنا لك ممن لم تهاجر معك . { وَ } أبحنا لك أيضا خاصة { ٱمْرَأَةً مُّؤْمِنَةً } قيّد بها ؛ لأن الكافرة لا تليق بفراشه صلى الله عليه وسلم { إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ } تبرعاً بلا جعلٍ ومهرٍ ، فعليه الخيار { إِنْ أَرَادَ ٱلنَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا } أي : يطلب أن يدخل عليها ويقبلها للفراش أحللناها { خَالِصَةً } خاصة { لَّكَ } يا أكمل الرسل ؛ تكريماً لك وتعظيماً لشأنك { مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي : لم نبحها لغيرك من أمتك ، بل هي من جملة الأمور التي اختصصت بها ، كالتزوج فوق الأربعة وغيرها ، وإنما نخص أمثال هذا لك يا أكمل الرسل ولم نعممها من أمتك ؛ لأنَّا من وفور حكتنا { قَدْ عَلِمْنَا } بعلمنا الحضوري من ظواهر أحوال المؤمنين وبواطنهم استعدادهم على { مَا فَرَضْنَا } وقدرنا { عَلَيْهِمْ } حتماً { فِيۤ } حقوق { أَزْوَاجِهِـمْ } من المهر والولي والشهود ، وجميع متمما النكاح ومكملاته . { وَ } علمنا أيضاً منهم سبب ما قدرنا عليهم في حق { مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ } من المسببات الزائدة ، ألاَّ يدخلوا عليهن إلا أن يُتملكوا بوجه آخر ، لكن أنزلنا عندك يا أكمل الرسل بعض ما أوحينا عليهم ، وخصصناك بها دونهم { لِكَيْلاَ يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ } ضيق في تحميلها ، مع أنا نعلم من ظواهرك وبواطنك أنك لا تهمل شيئاً من حقوق الله ولا حقوق عباده ، ولا يقع منك ظلم على أحدٍ من خلق الله ؛ لذلك لم نضيق عليك أمر النكاح وضيقنا على المؤمنين { وَكَانَ ٱللَّهُ } المراقب لأحوال عباده ، المصلح لمفاسدهم { غَفُوراً } يستر ويعفو عنهم بعضه ما يعسر عليهم التحرز في رعاية حقوق المؤمنين والمؤمنات { رَّحِيماً } [ الأحزاب : 50 ] يرحمهم ويعين عليهم في حفظها ورعايتها .