Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 51-55)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَلَمْ تَرَ } أيها الرائي { إِلَى ٱلَّذِينَ } يدعون أنهم { أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ } علم { ٱلْكِتَٰبِ } أي : التوراة المبين لطريق التوحيد الموضح لسبيله كيف { يُؤْمِنُونَ بِٱلْجِبْتِ } أي : الصنم الذي لا خير يرجى منه ولا شر ، ولا نفع ولا ضر { وَٱلطَّٰغُوتِ } التي هي الآراء البالطة والأهوية الفاسدة المؤدية إلى الكفر والزندقة والإلحاد عن طريق الرشاد ، ولو أنهم في أهل التوحيد ولهم نصيب من اكتساب النازل من عند الله لتبيينه وتعليم طريقه ، لما آمنوا بالأباطيل الزائفة الفاسدة المضلة عن طريق الحق والصراط المستقيم ، ومع ضلالهم في أنفسهم يريدون إضلال غيرهم { وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي : في حق ضعفائهم وأتباعهم : { هَٰؤُلاءِ } الضعفاء من إخواننا { أَهْدَىٰ } وأقوى { مِنَ } السفهاء { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم { سَبِيلاً } [ النساء : 51 ] وإنما يقولون أمثال هذا ؛ استخفافاً للنبي صلى الله عليه وسلم وطعناً وقدحاً في الإسلام . { أُوْلَـٰئِكَ } البعداء المعزولون عن منهج الرشاد هم { ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ } أي : طردهم عن ساحة التوحيد إلى ذل الإمكان { وَمَن يَلْعَنِ ٱللَّهُ } المنتقم المقتدر { فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيراً } [ النساء : 52 ] يشفع له عنده ؛ إذ لا غير معه ولا شيء سواه . أتعتقد وترى أيها الرائي أن لهم حظاً من الإيمان والتوحيد ؟ فليس لهم ذلك { أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ ٱلْمُلْكِ فَإِذاً } أي : حين كانوا ملوكاً متصرفين على وجه الأرض { لاَّ يُؤْتُونَ ٱلنَّاسَ } أي : القراء المحتاجين { نَقِيراً } [ النساء : 53 ] بل قطميراً شحهم وبخلهم . { أَمْ } بل { يَحْسُدُونَ ٱلنَّاسَ } المنظورين لله الناظرين بنوره { عَلَىٰ مَآ آتَٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ } من الحكمة والنبوة والكتاب المبين ، ومن غاية حسدهم يكذبونهم وكتابهم عناداً وإذا أرادت أن ترى أيها الرائي من لهم نصيب من الكتاب والملك { فَقَدْ آتَيْنَآ } من محض جودنا وفضلنا { آلَ إِبْرَٰهِيمَ } وذريته الذي من جملتهم وصفوتهم محمد صلى الله عليه وسلم { ٱلْكِتَٰبَ } المبين للشرائع و الأحكام { وَٱلْحِكْمَةَ } السرائر المقتضية تشريعها { وَ } مع ذلك { آتَيْنَاهُمْ } في الدنيا { مُّلْكاً عَظِيماً } [ النساء : 54 ] استيلاء بسطة ممتدة إلى يوم القيامة . { فَمِنْهُمْ مَّنْ آمَنَ بِهِ } بنوبتهم وعظمتهم وبسطتهم { وَمِنْهُمْ مَّن صَدَّ عَنْهُ } أي : أعرض ولم يؤمن عتواً وعناداً ، فلا تعجل يا أكمل الرسل بانتقامهم وعقوبتهم { وَكَفَىٰ بِجَهَنَّمَ سَعِيراً } [ النساء : 55 ] أي : كفى جهنم المسعورة المعدة لانتقامهم وتعذيبهم منتقماً عنهم على أقبح وجه وأشد تعذيب .