Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 6-8)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وبعدما استنكفوا عنك ، واستكبروا عليك وعلى دينك وكتابك { قُلْ } لهم يا أكمل الرسل كلاماً ناشئاً عن محض اليقين والتوحيد ، خالياً عن وصمة التخمين والتقليد : { إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ } أي : ما أنا إلا بشر مثلكم ما أدعي الملكية لنفسي ، غاية ما في الباب أنه { يُوحَىٰ إِلَيَّ } أي : يوحي ربي إليّ بمقتضى سنته السنية المستمرة في سالف الزمان { أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ } الذي أظهركم من كتم العدم ، وأخرجكم من فضاء الوجود { إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ } أحد صمد فرد وتر ، لا تعدد فيه بوجه من الوجوه { فَٱسْتَقِيمُوۤاْ إِلَيْهِ } توجهوا نحوه مخلصين موحدين { وَٱسْتَغْفِرُوهُ } لفرطاتكم التي صدرت عنكم بمقتضى بشريتكم ؛ ليغفر لكم ما تقدم منكم من طغيان بهيميتكم . { وَ } عليكم ألاَّ تشاركوا معه سبحانه شيئاً من مظاهره ومصنوعاته ؛ إذ { وَيْلٌ } عظيم وعذاب أليم معد عنده { لِّلْمُشْرِكِينَ } [ فصلت : 6 ] المشركين له غيره ، الخارجين عن مقتضى توحيده واستقلاله في ألوهيته ظلماً وزوراً . والمشركون المستكبرون عن آيات الله هم { ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ } المفروضة لهم من أموالهم تطهيراً لنفوسهم عن رذالة البخل ، ولقلوبهم عن الميل إلى ما سوى الحق { وَ } سبب امتناعهم عن التخلية والتطهير ، أنهم بمقتضى أهويتهم الفاسدة وآرائهم الباطلة { هُمْ بِٱلآخِرَةِ } المعدة لتنقيد أعمال العباد { هُمْ كَافِرُونَ } [ فصلت : 7 ] منكرون جاحدون ، لذلك يمتنعون عن قبول التكاليف الشرعية ، وعن الامتثال للأوامر الدينية المنزلة على مقتضى الحكمة الإلهية . ثم قال سبحانه على مقتضى سنته السنية : { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بوحدة الحق واستقلاله في الألوهية { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } أي : أكدوا إيمانهم بصالحات الأعمال مخلصين فيها لمجرد امتثال أمر العبودية ، بلا ترقب منهم إلى ما يترتب عليها من المثوبات { لَهُمْ } عند ربهم بدل إخلاصهم { أَجْرٌ } وجزاء { غَيْرُ مَمْنُونٍ } [ فصلت : 8 ] أي : بلا منَّة معقبة للثقل والأذى ، بل يحسن ويتفضل عليهم سبحانه من محض الرضا .