Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 23-26)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ذَلِكَ } المذكور من الفضل والفوز هو { ٱلَّذِي يُبَشِّرُ ٱللَّهُ } المنعم المفضل به { عِبَادَهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بوحدة ذاته { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } المفيضة الموصلة لهم إلى توحيد أفعاله وصفاته { قُل } يا أكمل الرسل بعدما بينت لهم طريقي الهداية والضلال ، وبلغت ما يوصل بوحي إليك للإرشاد والتكميل إياهم : { لاَّ أَسْأَلُكُمْ } أي : على تبليغي وتبشيري إياكم { عَلَيْهِ أَجْراً } جعلاً منكم ونفعاً دنيوياً { إِلاَّ ٱلْمَوَدَّةَ فِي ٱلْقُرْبَىٰ } أي : ما أطلب منكم نفعاً دنيوياً بل أطلب منكم محبة أهل بيتي ومودتهم ؛ ليدوم لكم طريق الاستفادة والاسترشاد منهم ؛ إذ هم مجبولون على فطرة التوحيد الذاتي مثلي . روي أنها لما نزلت ، قيل : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرابتك ؟ قال : " علي وفاطمة وأبنهائمها " . وكفاك شاهداً على ذلك ظهور الأئمة الذين هم أكابر أولي العزائم في طريق الحق وتوحيده ، صلوات الله على أسلافهم وسلامه عليهم وعلى أخلافهم ، ما تناسلوا بطناً بعد بطن . { وَمَن يَقْتَرِفْ } ويكتسب متابعة الرسول وأهل بيته { حَسَنَةً } دينية حقيقة { نَّزِدْ لَهُ فِيهَا } أي : فيما يترتب عليها من الكرامات الأخروية { حُسْناً } أي : زياة حسن تفضلاً منَّا وإحساناً { إِنَّ ٱللَّهَ } المطلع لضمائرهم عباده ونياتهم { غَفُورٌ } لذنوب من أحب أهل بيت حبيبه لرضاه سبحانه { شَكُورٌ } [ الشورى : 23 ] يوفي عليهم الثواب ، ويوفر عليهم أنواع الكرامات . أينكرون مطلق رتبة النبوة والرسالة ؟ ! أولئك المنكرون المعاندون { أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَىٰ } محمد صلى الله عليه وسلم { عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } واختلق آيات مفتريات ترويجاً لمدعاه ، وما قولهم هذا وزعمهم بك يا أكمل الرسل بأمثاله إلا قول باطل ، وزعم زاهق زائغ { فَإِن يَشَإِ ٱللَّهُ } الغني بذاته عن عموم مظاهره ومصنوعاته { يَخْتِمْ عَلَىٰ قَلْبِكَ } كما ختم على قلوبهم ، ويضلك عن طريق توحيده مثل ما أظلهم { وَ } بعد ذلك { يَمْحُ ٱللَّهُ ٱلْبَاطِلَ } لو تعلق مشيئته { وَيُحِقُّ } ويثبت { ٱلْحَقَّ } الحقيق بالإطاعة والاتباع { بِكَلِمَاتِهِ } التي هي آيات القرآن بلا سفارتك ورسالتك ، وبالجملة : { إِنَّهُ } سبحانه { عَلِيمٌ } يعلمه بعلمه الحضوري { بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } [ الشورى : 24 ] فيظهر عليهم ما هو مكنون في صدورهم وضمائرهم ، ويجازيهم بمقتضاهز { وَ } كيف لا يعلم سبحانه بمكنونات صدورهم { هُوَ ٱلَّذِي يَقْبَلُ ٱلتَّوْبَةَ } الصادرة عن محض الندم والإخلاص اللذين هما من أفعال القلوب { عَنْ عِبَادِهِ } المسترجعين نحوه بكمال الخشية والخضوع { وَ } بعد قبول التوبة عنهم { يَعْفُواْ } ويتجاوز { عَنِ } مطلق { ٱلسَّيِّئَاتِ } الصادرة عنهم على سبيل الغفلة { وَ } بالجملة { يَعْلَمُ } منكم جميع { مَا تَفْعَلُونَ } الشورى : 25 ] بظواهرهم وبواطنكم . { وَيَسْتَجِيبُ } أي : بحيث يقبل توبة { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } ترحماً لهم وإشفاقاً ، بعدما رجعوا نحوه تائبين نادمين عما فعلوا { وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ } بدل إخلاصهم واستحيائهم منه سبحاه من الكرامات ما لا يكتنه وصفه { وَٱلْكَافِرُونَ } الساترون بأباطيل هوياتهم ، وما صدر منها من الجرائم والآثام شمس الحق الحقيق بالكشف والظهور { لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } [ الشورى : 26 ] حين رجعوا إلى الله ، وحشروا نحوه مهانين صاغرين .