Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 21-25)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أهم يدعون دليلاً عقلياً سواه على مدعاهم { أَمْ } يدعون دليلاً نقلياً بأن { آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً مِّن قَبْلِهِ } أي : من قبل القرآن ، مشتملاً على اتخاذهم وادعائهم المذكور ؟ ! { فَهُم بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ } [ الزخرف : 21 ] متمسكون به في دعواهم هذه . { بَلْ } ليس لهم لا هذا ولا ذاك سوى أنهم { قَالُوۤاْ } على وجه التقليد : { إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ } طريقة معينة { وَإِنَّا عَلَىٰ ءَاثَارِهِم مُّهْتَدُونَ } [ الزخرف : 22 ] إلى ما اهتدوا تقليداً لهم واقتفاء بأثرهم . { وَكَذَلِكَ } أي : ومثل ما قال هؤلاء التائهون في تيه التقليد والضلال { مَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ } يا أكمل الرسل { فِي قَرْيَةٍ } من القرى الهالكة { مِّن نَّذِيرٍ } من النذر الأولى { إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَآ } ومتنعموهها على سبيل البطر والمفاخرة : { إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ } أي : طريقة معهودة معينة { وَإِنَّا عَلَىٰ ءَاثَارِهِم مُّقْتَدُونَ } [ الزخرف : 23 ] لا نترك ديدنة آبائنا ، بما اخترعتموه من تلقاء أنفسكم أيها المدعون . { قَٰلَ } - المفسر بقراءة قال على قراءة الجميع غير حفص وابن عامر - يا أكمل الرسل بعدما سمعت منهم ما سمعت كلاماً خالياً عن وصمة المراء والمجادلة ، عارياً عن أمارات التقليد والتخمين : { أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ } يعني : أتقلدن ، وتتبعون آباءكم أيها المقلدون المسرفون ، ولو جئتكم { بِأَهْدَىٰ } أي : بدين أهدى ، وأنفع لكم ي أولاكم وأخراكم { مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَآءَكُمْ } أي : من أديان آبائكم وتقليداتهم ، فتتركون الهداية وتتبعون الضلال . وبعدما سمع من هؤلاء المقلدون والمسرفون ما سمع أسلافهم من النذر الأولى من الهداية والرشاد { قَالُوۤاْ } مصرين على ما هم عليه : { إِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ } أي : بجميع ما جئتم به أيها المدعون للرسالة { كَافِرُونَ } [ الزخرف : 24 ] منكرون جاحدون ، لا نقل من أمثال هذا ، ولا نترك دين آبائنا ومتابعتهم بمجرد ما ابتدعتموه مراء ، ونسبتموه إلى الله افتراء . وبعدما أصروا على ضلالهم ، وتقليداتهم الموروثة له من آبائهم ، لم ينفعهم إرشاد الرسل وإهداؤهم { فَٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ } فأخذناهم صاغرين { فَٱنظُرْ } أيها المعتبر الناظر { كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ } [ الزخرف : 25 ] المصرين على التكذيب والعناد مع رسل الله ، وذوي الخطر من خُلَّص عباده .