Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 59, Ayat: 5-7)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فسمع المؤمنون منهم ذلك ، وأوجسوا في نفوسهم الكراهة ، وعدم اللياقة ، فنزلت : { مَا قَطَعْتُمْ } أيها المؤمنون { مِّن لِّينَةٍ } أي : من بعض نخلة من النخلات { أَوْ تَرَكْتُمُوهَا } بلا قطع شيء منها { قَآئِمَةً عَلَىٰ أُصُولِهَا } على ما كانت { فَبِإِذْنِ ٱللَّهِ } أي : القطع والترك كلاهما بأمر الله وحكمه { وَ } إنما أمركم بالقطع والحرق { لِيُخْزِيَ ٱلْفَاسِقِينَ } [ الحشر : 5 ] أي : يرديهم ويذلهم بما غاظهم ، ويضيق صدرهم . { وَ } اعلموا أيها المؤمنون أن { مَآ أَفَآءَ ٱللَّهُ } أي : ردّ الله وأعطاه { عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْهُمْ } أي : من يهود بني النضير من الأموال والعقار فهو لرسول الله خاصة خالصة ، له أن يفعل به حيث شاء بلا حق لكم فيها ، ليس مثل سائر الغنائم { فَمَآ أَوْجَفْتُمْ } وأجريتم { عَلَيْهِ } أي : على تحصيله { مِنْ خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ } نجائب الإبل ؛ إذ هم مشوا إلى بني النضير رجالاً لا فرساناً ، وكانت المسافة ميلين من المدينة ، ومع ذلك لا يقاتلون معهم مقاتلتكم مع سائر الكفرة { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ } المنتقم الغيور { يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ } من المستوجبين للطرد والمقت بلا وسائل القتال والحراب ، بل يقذف الرعب ، وإلقاء الخوف في قلوبهم وغير ذلك من الأمور الخارقة للعادة ، الموجبة للهزيمة ، لا عن شيء { وَٱللَّهُ } القادر المتقدر { عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } موجب لقهر أعدائه ، ونصر أوليائه { قَدِيرٌ } [ الحشر : 6 ] سواء وافق العادة أو لا . وبالجملة : { مَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ } أموال { أَهْلِ ٱلْقُرَىٰ } الهالكة بالغلبة والاستيلاء بلا مقاتلة وحراب { فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ } سهم { وَلِذِي ٱلْقُرْبَىٰ } من بني هاشم وبني المطلب سهم { وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ } سهام ، وإنما قسم سبحانه مال الفيء بنفسه { كَيْ لاَ يَكُونَ } الفيء الذي حقه أن يصل إلى الفقراء { دُولَةً } متداولة { بَيْنَ ٱلأَغْنِيَآءِ مِنكُمْ } ورؤسائكم ، كما هو عادة الجاهلية الأولى { وَ } بعدما قسم سبحانه في كتابه { مَآ آتَاكُمُ } وأعطاكم { ٱلرَّسُولُ } المستخلف منه سبحانه { فَخُذُوهُ } بلا مراء ومجادلة معه { وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ } بإذن الله { فَٱنتَهُواْ } أيضاً عنه بلا مكابرة وإصرار { وَ } بالجملة : { ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } عن مخالفة أمره ، وأمر رسوله النائب عنه ، واحذروا عن بطشه وانتقامه { إِنَّ ٱللَّهَ } القادر على وجوه الانتقام { شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } [ الحشر : 7 ] على من خرج من ربقة عبوديته ، ومقتضى ألوهيته .