Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 49-52)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا } المنزلة على رسلنا ، ولم يعملوا بمقتضاها { يَمَسُّهُمُ ٱلْعَذَابُ } الذي يحيطهم من جميع جوانبهم { بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ } [ الأنعام : 49 ] أي : بسبب فسقهم وخروجهم عن مقتضى أوامرنا ونواهينا . { قُل } لهم يا أكمل الرسل كلاماً ناشئاً عن محض الحكمة تلييناً لقلوبهم : { لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ } أي : جميع مراداته ومقدوراته { وَلاۤ } أدعي أني { أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ } أي : جميعه ؛ إذ هما مما استأثر الله به لا يحوم حوله أحد من خلقه { وَلاۤ أَقُولُ لَكُمْ } أيضاً : { إِنِّي مَلَكٌ } إذ أنا بشر من جنسكم بل أقول لكم : { إِنْ أَتَّبِعُ } أي : ما أتبع { إِلاَّ مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ } من عنده لأبلغكم به وأخبركم عنه ، والهداية والضلال بيد الله يهدي من يشاء ويضل من شاء ، وإن أنكروا لياقة البشر لوحي الله وإلهامه { قُلْ } لهم على سبيل الالتزام : { هَلْ يَسْتَوِي } عندكم البشر { ٱلأَعْمَىٰ } عن مطالعة عجائب مصنوعات الحق وغرائب مختراعاته { وَٱلْبَصِيرُ } المشاهد المطالع لها { أَ } تشكون فيما بينهما من التفاوت { فَلاَ تَتَفَكَّرُونَ } [ الأنعام : 50 ] وتتأملون حتى ينكشف ويتميز عندكم الحق الصريح من الباطل الزائل الزائغ . { وَأَنذِرْ بِهِ } أي : أنذر بما يوحى إليك يا أكمل الرسل { ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوۤاْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ } مع كونهم معتقدون أن { لَيْسَ لَهُمْ مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ } يولي أمرهم غيره { وَلاَ شَفِيعٌ } يشفع لهم عنده حتى ينقذهم من عذابه { لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } [ الأنعام : 51 ] لكي يتقوا ويحسنوا العمل لرضاه . { وَ } بعدما أرسلناك يا أكمل الرسل ، لتزويج الحق وتقوية أهله { لاَ تَطْرُدِ } لا تبعد عن عندك { ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِٱلْغَدَاةِ } أي : في جميع أوقات النهار { وَٱلْعَشِيِّ } أي : في جميع أوقات الليل ، وبالجملة : يستغرقون جميع أوقاتهم بالتوجه نحوه سبحانه إنما { يُرِيدُونَ } بتوجههم غير أن يطالعوا { وَجْهَهُ } الكريم بسبب ميلك إلى أيمان أهل الأهواء ومصاحبتهم ومجالستهم ، مع أنهم ليسوا من أهل الفلاح ولا قابلين له بل { مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم } وإيمانهم { مِّن شَيْءٍ } يعود إليه نفعه { وَمَا مِنْ حِسَابِكَ } وإيمانك { عَلَيْهِمْ مِّن شَيْءٍ } بل كل منك ، ومنهم مجزي بما عمل ومسئول عما فعل { فَتَطْرُدَهُمْ } أي : هؤلاء المؤمنين المريدين وجه الكله في جميع أوقاتهم وحالاتهم ؛ لأجل أولئك المنهمكين في الضلال { فَتَكُونَ } بواسطة طردهم وتبعيدهم { مِنَ ٱلظَّالِمِينَ } [ الأنعام : 52 ] الخارجين عن مقتضى العقل والشرع والمرءوة . " روي أن قريشاً قالوا : لو طردت يا محمد هؤلاء السلفة - أرادوا عماراً وصهيباً وسلمان وغيرهم - جلسنا إليك وحدثنا معك فقال صلى الله عليه وسلم : " وما أنا بطارد المؤمنين " . قالوا : فأقمهم من مجلسنا إن جلسنا معك . قال له عمر رضي الله عنه : لو فعلت حتى تنظر ماذا يصيرون ، فقبل صلى الله عليه وسلم . قالوا : فاكتب بذلك كتاباً ، فدعا بالصحيفة وبعلي ليكتب فنزلت "