Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 53-56)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَكَذٰلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ } أي : مثلما فتنا بعض الناس ببعض في الأمور المتعلقة بمعاش الدنيا من المال والجاه والرئاسة ، فتناهم في أمور دنيهم أيضاً { لِّيَقُولوۤاْ } من غاية استبعادهم واستحقارهم : { أَهَـٰؤُلاۤءِ } الضعفاء الفقراء { مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَآ } قال سبحانه توبيخاً وتقريعاً لهم : بل هم أولئك الفقراء الصابرون على بلاء الله ، الشاكرون لنعمائه { أَلَيْسَ ٱللَّهُ } العالم بضمائر عباده { بِأَعْلَمَ بِٱلشَّٰكِرِينَ } [ الأنعام : 53 ] الصابرين منهم ومنكم أيها لشرفاء الكافرون لنعمه . { وَإِذَا جَآءَكَ } يا أكمل الرسل { ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا } ويتمثلون بها بالغداة والعشي وهم يريدون وجهنا { فَقُلْ } لهم قبل تسليمهم : { سَلَٰمٌ عَلَيْكُمْ } أيها المقبولون عند الله الراضون المرضيون وبشرهم بأنه { كَتَبَ } أي : قضى وحبب { رَبُّكُمْ } لأجلكم { عَلَىٰ نَفْسِهِ ٱلرَّحْمَةَ } الشفقة والرحمة إلى حيث { أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوۤءًا } به يسيء نفسه عند الله صادراً عنه { بِجَهَٰلَةٍ } لا عند قصد وإصرار { ثُمَّ } بعدما علم وخامة عاقبته { تَابَ مِن بَعْدِهِ } واستغفر ربه { وَأَصْلَحَ } بالتوبة ما أفسد بالجهالة { فَأَنَّهُ غَفُورٌ } يستر تلك المعصية عنكم { رَّحِيمٌ } [ الأنعام : 54 ] يقبل توبتكم بسبب إخلاصكم . { وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ } ونوضح { ٱلآيَاتِ } ليظهر طريق التوحيد { وَلِتَسْتَبِينَ } ويتميز { سَبِيلُ ٱلْمُجْرِمِينَ } [ الأنعام : 55 ] المنحرفين عن منهج الرشاد ومسلك السداد عن طريق أهل الحق . { قُلْ } يا أكمل الرسل للمشركين الذي يعبدون آلهة غير الله : { إِنِّي نُهِيتُ } زجرت وصرفت بالدلائل القاطعة الدالة على توحيد الحق ، وبالكشوف والمشاهدات الواردة من عنده سبحانه ، الصارفة عن الميل والتوجه إلى الغير والسوى مطلقاً { أَنْ أَعْبُدَ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ } وتسمون { مِن دُونِ ٱللَّهِ } آلهة باطلة بأهويتكم الفاسدة { قُلْ لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَآءَكُمْ } التي اخترعتموها من تلقاء أنفسكم ، وإن ابتعت بمتابعتكم تلك التماثيل العاطلة { قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَ } بعدما ظللت { مَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُهْتَدِينَ } [ الأنعام : 56 ] أصلاً ؛ أي : في شيء من الهداية كمثلكم .