Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 63, Ayat: 5-7)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَ } من شدة بغضهم وضغينتهم مع المؤمنين المخلصين { إِذَا قِيلَ لَهُمْ } إمحاضاً للنصح : { تَعَالَوْاْ } هلمَّوا أيها المسرفون المفرطون مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم { يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ ٱللَّهِ } صلى الله عليه وسلم ، ويطلب مغفرتكم من العفو الغفور { لَوَّوْاْ رُءُوسَهُمْ } وعطفوا أعناقهم عن القبول معتذرين بأعذار كاذبة مخافةً وصوناً { وَرَأَيْتَهُمْ } حينئذٍ في وجوههم التي هي عنوان بواطنهم آثار الكفر والعناد ؛ إذ هم { يَصُدُّونَ } ويعرضون معتذرين عن المؤمنين { وَهُم } في أنفسهم { مُّسْتَكْبِرُونَ } [ المنافقين : 5 ] عن القبول والاعتذار . وبالجملة : { سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ } يا أكمل الرسل { أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ } من الله المنتقم الغيور { أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ } العليم الحكيم ، المتقن في عموم الأفعال أبداً { إِنَّ ٱللَّهَ } المطلع على ما في استعدادات عباده { لاَ يَهْدِي } ويرشد إلى جادة توحيده { ٱلْقَوْمَ ٱلْفَـٰسِقِينَ } [ المنافقون : 6 ] منهم ، الخارجين عن مقتضى الحدود الإسلامية . وكيف يهديهم ويغفر له سبحانه ، مع أنهم { هُمُ } المسرفون المفسدون { ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ } للأنصار ؛ من نهاية عداوتهم وبغضهم مع الرسول والمؤمنين : { لاَ تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ } يعنون : فقراء المهاجرين { حَتَّىٰ يَنفَضُّواْ } وينتشروا بعدما اضطروا من حوله { وَ } لم يعلموا هؤلاء الغفلة الضالون ، والجهلة الهالكون في تيه الجهل والعناد أن { لِلَّهِ } وفي قبضة قدرته ، وتحت ضبطه وملكيته { خَزَآئِنُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي : الكنوز المكنونة المطلوبة في ضمن العلويات ، والمدفونة في السفليات { وَلَـٰكِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ } المصرِّين على الكفر والعناد { لاَ يَفْقَهُونَ } [ المنافقون : 7 ] كما قدرة الله ، وسعة خزائن كرمه وجوده ؟ !