Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 64, Ayat: 10-13)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثمَّ قال سبحانه على مقتضى سنته المستمرة تعقيب الوعد بالوعيد : { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَآ } الدالة على وحدة ذاتنا ، وكمالات أسمائنا وصفاتنا { أُوْلَـٰئِكَ } الأشقياء المردودون { أَصْحَٰبُ ٱلنَّارِ } وملازموها { خَٰلِدِينَ فِيهَا } لا نجاة لهم منها { وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } [ التغابن : 10 ] مصير أهل النار ، أعاذنا الله وعموم عباده منها . ثمَّ قال سبحانه على سبيل التقرير والتثبيت لأرباب المعرفة والإيقان على جادة التفويض والتكلان : { مَآ أَصَابَ } على من أصاب وما أصاب { مِن مُّصِيبَةٍ } أي : حادثة مفرحة أو مؤلمة { إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } وبمقتضى إرادته وتقديره { وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ } ويفوّض أمره إليه ، ويأخذه وكيلاً ، ويجعله حسيباً وكفيلاً { يَهْدِ قَلْبَهُ } وينور خلده ، ويبصره على أمارات التوحيد وعلامات اليقين { وَ } بالجملة : { ٱللَّهُ } المطلع على عموم ما غاب ، وشهد { بِكُلِّ شَيْءٍ } دخل في حيطة قدرته { عَلِيمٌ } [ التغابن : 11 ] بعمله الحضوري بحيث لا يعزب عنه شيء مطلقاً . { وَ } بالجملة : { أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ } المبلغ لكم طريق الهداية والرشاد ، المبين لكم سبيل السلام والسلامة والنجاة في يوم المعاد { فَإِن تَولَّيْتُمْ } وأعرضتم عن دعوته بعد تبليغه وإرشاده فلا بأس عليه { فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا } بمقتضى وحينا وأمرنا { ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ } [ التغابن : 12 ] الظاهر والواضح . وبد تبليغه عن وجهه لم يبق عليه شيء ، وعلينا حسابكم وعذابكم . وكيف يتأتى منكم الإعراض أيها المعرضون المبطلون ، مع أنه { ٱللَّهُ } الواحد الأحد ، المستقل بالألوهية والربوبية { لاَ إِلَـٰهَ } أي : موجود في الوجود { إِلاَّ هُوَ } بتوحيده واستقلاله { وَعَلَى ٱللَّهِ } لا على غيره من الوسائل والأسباب العادية { فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } [ التغابن : 13 ] في عموم حوائجهم ومهماتهم .