Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 67, Ayat: 16-20)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وكيف لا تشكرون نعمه ، ولا تواظبون على أداء حقوق كرمه ؟ ! { أَءَمِنتُمْ } عذاب { مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ } أي : من عذابه النازل من جانب السماء على من لم يشكر نعماءه المتوالية ، وآلاءه المتتالية من { أَن يَخْسِفَ بِكُمُ ٱلأَرْضَ } ويطويكم بها ويغيبكم فيها ، كما فعل بقارون { فَإِذَا هِيَ تَمُورُ } [ الملك : 16 ] . { أَمْ أَمِنتُمْ } عذاب { مِّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يُرْسِلَ } ويمطر { عَلَيْكُمْ حَاصِباً } حصباء من قِبَل السماء فيهلككم بها ، كما فعل بقوم لوط عليه السلام { فَسَتَعْلَمُونَ } حينئذٍ أيها المسرفون المفرطون في كفران النعم ، ونسيان حقوق الكرم { كَيْفَ نَذِيرِ } [ الملك : 17 ] وإنذاري عليكم . وإن كذبوك يا أكمل الرسل ، وبالغوا في تكذيبك وإنكارك لا تبال بهم وبتكذيبهم ، وانتظر إلى ما سيؤول أمرهم إليه . { وَلَقَدْ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ } مضوا { مِن قَبْلِهِمْ } من الكفرة المكذبين لرسلهم أمثالهم ، مبالغين في تكذيبهم { فَكَيْفَ كَانَ نكِيرِ } [ الملك : 18 ] أي : إنكاري إياهم ، وانتقامي منهم ، فسيلحق أيضاً لهؤلاء الضالين المكذبين لك بأضعاف ما لحقهم . { أَ } ينكرون قدرتنا عن انتقامهم وإهلاكهم { وَلَمْ يَرَوْا إِلَى ٱلطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَـٰفَّـٰتٍ } باسطات أجنحتهن في الجو عند الطيران { وَ } بعدما أردن السرعة { يَقْبِضْنَ } ويضممن أجنحتهن إلى جنوبهن ؛ استظهاراً بها على سرعة الحركة ، مع أن ميلهن بالطبع إلى السفل بثقلهن { مَا يُمْسِكُهُنَّ } في الجو على خلاف الطبع { إِلاَّ ٱلرَّحْمَـٰنُ } المستعان الشامل برحمته العامة على كل شيء دخل في حيطة قدرته ، وعلمه وإرادته ، وبالجملة : { إِنَّهُ } سبحانه { بِكُلِّ شَيْءٍ } دخل في حيطة الوجود { بَصِيرٌ } [ الملك : 19 ] يدبر أمره على وجه يليق به ، وينبغي له بمقتضى سعة رحمته وجوده . ثمَّ قال سبحانه مستفهماً إياهم على الإنكار والتقريع : { أَمَّنْ هَـٰذَا } الناصر الظهير { ٱلَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ } وعون لكم { يَنصُرُكُمْ } ويعينكم حين بطش الله إياكم أيها المسرفون { مِّن دُونِ ٱلرَّحْمَـٰنِ } المستوعب بالرحمة العامة على عموم الأكوان ، مع أنه لا شيء في الوجود سواه ، وبالجملة : { إِنِ ٱلْكَافِرُونَ } أي : ما هم { إِلاَّ فِي غُرُورٍ } [ الملك : 20 ] باطل وزور ظاهر بلا وثوق لهم ، ولا اعتماد .