Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 64-66)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ } المؤيَّد من عند الله بالنصر والظفر على الأعداء { حَسْبُكَ ٱللَّهُ } المولي لأمورك { وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ } بإذن الله ومشيئته { مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } [ الأنفال : 64 ] الموقنين بتوحيد الله ، الموفين بعهوده ، الباذلين مهجهم في سبيله . { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ } المظفر المنصور بنصر الله { حَرِّضِ } ورغب { ٱلْمُؤْمِنِينَ } الموحدين { عَلَى ٱلْقِتَالِ } في سبيل الله ؛ لترويج توحيده ، وقل لهم نيابةً عنا ووعداً منا : { إِن يَكُن مِّنكُمْ } أيها المؤمنون { عِشْرُونَ صَابِرُونَ } مستقرون ثابتون تجاه العدو { يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ } منهم بتأييد منَّا وعون { وَإِن يَكُنْ مِّنكُمْ مِّئَةٌ } صابرة راسخة ، متمكنة { يَغْلِبُوۤاْ أَلْفاً مِّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بإمدادنا إياكم إلى حيث يقاوم واحد منكم عشرة منهم ، ذلك المغلوبية والانهزام إنما عرض عليهم { بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ } [ الأنفال : 65 ] أي : لا يصلون إلى مرتبة العلم اليقيني بالله وكتبه ورسله ، حتى يترقوا منه إلى مرتبة العين والحق ، بل يبقون على مرتبة الحيوانية مهانين مغلوبين مخذولين . هذا في بدء الإسلام وضعف المسلمين وقلتهم ، وبعدما ارتفع قدره وعلا رتبته وكثر أهله وانتشر في الآفاق قال سبحانه : { ٱلآنَ } أي : حين كثر عددكم وعُددكم ، وثقل عليكم ما أمرتم { خَفَّفَ ٱللَّهُ } الميسر لأموركم أثقالكم { عَنكُمْ وَعَلِمَ } بعلمه الحضوري { أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً } تستثقلون بتحمل المأمور به ، أمركم ثابتاً بقوله : { فَإِن يَكُنْ مِّنكُمْ مِّئَةٌ صَابِرَةٌ } ثابتة { يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ } منهم { وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوۤاْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } ونصره وتأييده { وَٱللَّهُ } المراقب لأحوال عباده { مَعَ ٱلصَّابِرِينَ } [ الأنفال : 66 ] المتجملين في متاعب أمور الدين .