Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 89, Ayat: 17-23)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثمَّ قال سبحانه : { كَلاَّ } ردعاً له من هذا الاعتقاد بأن الكرامة باليسر والتوسعة والإهانة بالفقد والفقر { بَل } الكرامة بالإنفاق والإطعام على فقراء الله ؛ طلباً لمرضاة الله ، وأنتم أيها الأغنياء { لاَّ تُكْرِمُونَ ٱلْيَتِيمَ } [ الفجر : 17 ] ولا تتفقدونه بالنفقة والكسوة . { وَلاَ تَحَآضُّونَ } أي : لا تأمرون غيركم { عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ } [ الفجر : 18 ] وإطعامه . { وَ } أنتم أيها الأغنياء { تَأْكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ } أي : ميراث الأيتام { أَكْلاً لَّمّاً } [ الفجر : 19 ] أي : أكلاً على سبيل الجمع بين سهامكم وسهامهم ، بأن تأخذوا وتحرزوا أموالهم ؛ لترقبوها لهم وتزويدها لأجلهم ، فتأكلوا منها ومن غالهِّا دائماً . { وَ } ما ذلك إلاَّ أنكم { تُحِبُّونَ ٱلْمَالَ حُبّاً جَمّاً } [ الفجر : 20 ] كثيراً مع حرص شديد وأمل كامل ، ولا تطعمون الفقراء والمساكين ؛ خوفاً من نفاذه . ثمَّ قال سبحانه : { كَلاَّ } ردعاً لهم عمَّا هم عليه من حب المَّال والخلط عليهم بين الحرام والحلال ؛ يعني : كيف تؤدون أيها البخلاء الممسكومن حسابها وقت { إِذَا دُكَّتِ ٱلأَرْضُ } أي : كسرت واستوت ، فاصرت { دَكّاً دَكّاً } [ الفجر : 21 ] وهباءً منبثاً . { وَجَآءَ رَبُّكَ } وظهرت طلائع هيبته وآثار قهره وجلاله { وَ } جاء { ٱلْمَلَكُ } أي : الملائكة الموكلون من عنده سبحانه ؛ لتنقيد أعمال العباد والحساب والسؤال { صَفّاً صَفّاً } [ الفجر : 22 ] أي : صفاً بعد صف ، حسب ما يؤمرون من قِبل الحق . { وَجِيۤءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ } أي : أُحضرت تهويلاً على أصحابها وتفضيعاً { يَوْمَئِذٍ } أي : يوم القيامة التي ظهرت فيها هذه الآثار { يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَانُ } معاصيه وقول من يزجره عنها وينذره ، فيندم عليها ويتأسف { وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذِّكْرَىٰ } [ الفجر : 23 ] أي : من أين ينفعه التذكر والذكرى حينئذٍ ؛ إذ نشأة الاختبار والتلاقي قد انقضت ؟ !