Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 1, Ayat: 2-3)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } الرب يطلق على السيد والمالك والمعبود والثابت والمصلح ، اقتصر المفسر على المالك لكونه المناسب للمقام ، وجمع { ٱلْعَالَمِينَ } جمع قلة من كثرتها جداً في الواقع تنبيهاً على أنهم وإن كثروا ، فهم قليلون في جانب عظمته . تعالى . إن قلت : الجمع يقتضي اتفاق الأفراد في الحقيقة . أجيب : بأنها متفقة من حيث إن كلاً منها علامة على موجدها . قوله : ( يقال عالم الإنس ) الخ ، الإضافية بيانية أي عالم هو الإنس . قوله : ( وغلب في جمعه ) الخ ، وقيل : لا تغليب ، بل هو اسم وضع لذوي العلم من الملائكة والثقلين ، وتناوله لغيرهم بطريق التبع . قوله : ( أولو العلم ) أي لشرفهم . قوله : ( وهو ) أي العالم ، وهو ما سوى الله تعالى علامة على موجده لأنه حادث ، وكل حادث يحتاج إلى محدث . قوله : ( أي ذي الرحمة ) أشار بذلك إلى أن { الرَّحْمٰنِ الرَّحِيـمِ } [ الفاتحة : 1 ] بنيا للمبالغة من رحم ، والرحمة في الأصل رقة في القلب ، تقتضي التفضل والإحسان ، وهي بهذا المعنى مستحيلة في حقه تعالى ، فتحمل على غايتها ، لأن ما استحال على الله باعتبار مبدئة ، وورد ، يطلق ويراد منه لازمه وغايته . قوله : ( وهي إرادة الخير ) الخ ، أشار بذلك إلى أنهما صفتا ذات ، ويصح أن يكونا صفتي فعل ، أي المتفضل المحسن ، وفي الإتيان بـ { الرَّحْمٰنِ الرَّحِيـمِ } [ الفاتحة : 1 ] عقب اتصافه بـ { رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } ترغيب بعد ترهيب ، فيكون أعون للعبد على الطاعة ، وأمنع من المعصية .