Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 1, Ayat: 4-4)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدِّينِ } من الملك بضم الميم ، هو عبارة عن السلطان القاهر ، والاستيلاء الباهر ، والغلبة التامة ، والقدرة على التصرف الكلي بالأمر والنهي . قوله : ( أي الجزاء ) أي بالثواب للمؤمنين والعقاب للكافرين . قوله : ( لا ملك ظاهراً فيه لأحد ) أي وأما في الدنيا ، ففيها الملك ظاهر لكثير منها الناس ، فتحصل أن الوصف بالملكية ثابت أزلاً ، وظهوره يكون يوم القيامة ، لإقرار جميع الخلق به . قوله : ( لمن الملك اليوم ) الجار والمجرور خير مقدم و ( الملك ) مبتدأ مؤخر ، و ( اليوم ) ظرف للمبتدأ ، قوله : ( لله ) جواب منه تعالى عن السؤال . قوله : ( ومن قرأ مالك ) الخ ، اعلم أن في لفظ { مَـٰلِكِ } قراءتين سبعيتين ، الأولى بحذف الألف والوصف بها ظاهر ، والثانية ، بإثباتها وفيها إشكال ، وهو أن ( مالك ) اسم فاعل ، وإضافته لفظية لا تفيدة التعريف ، فكيف توصف المعرفة بالنكرة ؟ وأجاب المفسر : بأن محل كون إضافة اسم الفاعل لفظية إن لم يكن بمعنى الزمان المستمر ، وإلا كانت إضافته حقيقة ، والحاصل : أن اسم الفاعل ، إن قصد به الحال والاستقبال فإضافته لفظية ، وإن قصد به المضي أو الدوام ، كما هو شأن أوصاف الله تعالى ، فإضافته حقيقة ، والتعويل على القرائن ، واختلف في أي القراءتين أبلغ ، فقيل : { مَـٰلِكِ } أعم وأبلغ من ( مالك ) إذ كل ملك مالك ، ولا عكس ، ولأن أمر الملك نافذ على المالك في ملكه ، حتى لا يتصرف المالك إلا عن تدبير الملك ، وقيل : ( مالك ) أبلغ لما فيه من زيادة البناء ، فتدل على كثرة الثواب .