Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 11-12)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَلَوْ يُعَجِّلُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ ٱلشَّرَّ } أي الذي طلبوه لأنفسهم . قوله : ( أي كاستعجالهم ) أشار بذلك إلى أن استعجالهم مصدر ، والأصل استعجالاً مثل استعجالهم ، حذف الموصوف ، وأقيمت الصفة مقامه ثم حذف المضاف ، وأقيم المضاف إليه مقامه . قوله : { لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ } أي لهلكوا جميعاً ، والمعنى أن الناس عند الغضب والضجر ، قد يدعون على أنفسهم وأهليهم وأولادهم بالموت ، وتعجيل البلاء كما يدعونه بالرزق والرحمة ، فلو أجابهم الله إذا دعوه بالشر الذي يستعجلونه به مثل ما يجيبهم إذا دعوه بالخير ، لأهلكهم ، ولكنه من فضله وكرمة يستجيب للداعي بالخير ، ولا يستجيب له بالشر ، فالعبرة بعموم اللفظ ، لا بخصوص السبب ، قوله : ( بالبناء للمفعول وللفاعل ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : ( بالرفع والنصب ) لف ونشر مرتب ، فالرفع نائب فاعل ، والنصب مفعول به . قوله : ( بأن يهلكهم ) أي قبل قوتهم . قوله : ( ولكن يمهلهم ) أي فضلاً منه وكرماً إلى أن يأتي أجلهم ، فإذا جاء لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ، فالمؤمن يلقى النعيم الدائم ، والكافر يلقى العذاب الدائم . قوله : { ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا } أي الذين لا يخافون عقابنا ، ولا يؤمنون بالبعث بعد الموت . قوله : { فِي طُغْيَانِهِمْ } أي الذي هو انكار البعث والمقالات الشنيعة . قوله : { يَعْمَهُونَ } حال على فاعل { يَرْجُونَ } . قوله : ( يترددون متحيرين ) أي في الفرار من العذاب ، فلا يجدون لهم مفراً . قوله : { وَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ٱلضُّرُّ } وجه مناسبة هذه الآية لما قبلها ، أنه لما وبخهم على الدعاء بالشر لأنفسهم ، بين هنا غاية عجزهم وضعفهم ، وأنهم لا يقدرون على إيجاد شيء ولا إعدامه . قوله : ( الكافر ) مثله ناقص الإيمان ، المنهمك في المعاصي . قوله : { لِجَنبِهِ } حال من فاعل { دَعَانَا } ، واللام بمعنى على . قوله : { أَوْ قَاعِداً أَوْ قَآئِماً } يحتمل أن أو على بابها ، لأن المضار ، إما ثقيلة تمنعه القيام والقعود ، أو خفيفة لا تمنع ذلك ، أو متوسطة تمنعه القيام دون القعود . ويتحمل أن أو بمعنى الواو ، فهو إشارة لتوزيع الأحوال ، وإلى هذا أشار المفسر بقوله : أي في جميع الأحوال . قوله : { مَرَّ } ( على كفره ) أي استمر عليه . قوله : { كَأَن لَّمْ يَدْعُنَآ } الجملة في محل نصب حال من فاعل { مَرَّ } والمعنى استمر هو على كفره ، مشبهاً بمن لم يدعنا أصلاً أي رجع إلى حالته الأولى ، وترك الالتجاء إلى ربه . قوله : { لِلْمُسْرِفِينَ } أي المتجاوزين الحد . قوله : { مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } أي عملهم فالواجب على الإنسان ، دوام الدعاء والتضرع والالتجاء لجانب الله في كل حال ، سيما في حال الصحة والغنى ، لأنه يشدد عليه فيهما ، ما لا يشدد عليه في غيرهما .