Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 16-18)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { قُل لَّوْ شَآءَ ٱللَّهُ } مفعول شاء محذوف ، أي عدم إنزاله . قوله : { وَلاَ أَدْرَاكُمْ } أدرى فعل ماض ، وفاعله مستتر يعود على الله ، والكاف مفعول به . قوله : ( ولا نافية ) أي وجملة { أَدْرَاكُمْ } مؤكدة لما قبلها ، عطف عام على خاص ، والمعنى لو شاء الله عدم إنزاله ما تلوته عليكم ولا أعلمكم به مني ولا من غيري . قوله : ( وفي قراءة ) أي وهي سبعية أيضاً . قوله : ( بلام ) أي وهي للتأكيد ، والمعنى لو شاء الله عدم تلاوتي ما تلوته عليكم ولا أعلمكم به غيري ، بأن ينزله على لسان نبي غيري ، ونتيجة هذا القياس محذوفة ، تقديره لكن شاء الله إنزاله علي ، فأنا أتلوه عليكم ، وأنا أعلمكم به . قوله : { فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً } هذا وهو وجه الاحتجاج عليهم ، والمعنى أن كفار مكة شاهدوا رسول الله قبل مبعثه ، وعلموا أحواله ، وأنه كان أمياً لم يقرأ كتابا ولا تعلم من أحد . وذلك مدة أربعين سنة ، ثم بعدها جاءهم بكتاب عظيم الشأن ، مشتمل على نفائس العلوم والأحكام والآداب ومكارم الأخلاق ، فكل من له عقل سليم وفهم ثابت ، يعلم أن هذا القرآن من عند الله . لا من نفسه . قوله : ( سنينا ) منصوب بفتحة ظاهرة ، وقد مر المفسر على طريقة من يجعله مثل حين . ومنه حديث : " اللهم اجعلنا عليهم سنيناً كسنين يوسف " في احدى الروايتين . قوله : { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } أي أعميتم عن الحق ، فلا تعقلونه . قوله : ( أي لا أحد ) أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري بمعنى النفي . قوله : ( بنسبة الشريك إليه ) أشار المفسر إلى أن الخطاب متوجه لهم . والمعنى على ذلك : أنكم افتريتم على الله الكذب ، فزعمتم أن له شريكاً والله منزه عنه ، وثبت عندكم صدقي بالقرآن ، فكذبتم بآياته . قوله : { وَيَعْبُدُونَ } عطف على ما تقدم ، عطف قصة على قصة ، بيان لقبائحهم ، وفي الحقيقة عبادتهم غير الله ، تسبب عنه ما تقدم من افترائهم وتكذيبهم بالآيات . قوله : { مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ } ما اسم موصول أو نكرة موصوفة ، ونفي الضر والنفع هنا باعتبار ذواتهم وإثباتهما في قوله تعالى : { يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ } [ الحج : 13 ] باعتبار السبب . قوله : ( وهو الأصنام ) بيان لما . قوله : { وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلاۤءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ ٱللَّهِ } قال أهل المعاني : توهموا أن عبادتها أشد في تعظيم الله من عبادتهم إياه . وقالوا : لسنا بأهل أن نعبد الله ولكن نشتغل بعبادة هذه الأصنام ، فإنها تكون شافعة لنا عند الله ، قال تعالى إخباراً عنهم { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلْفَىۤ } [ الزمر : 3 ] . إن قلت إنهم ينكرون البعث ففي أي وقت يشفعون لهم على زعمهم ؟ أجيب : بأنهم يرجون شفاعتهم في الدنيا في إصلاح معايشهم . قوله : { بِمَا لاَ يَعْلَمُ } المقصود نفي وجود الشريك بنفي لازمه ، لأن علمه تعالى محيط بكل شيء ، فلو كان موجوداً لعلمه الله ، وحيث كان غير معلوم لله وجب أن لا يكون موجوداً ، وهذا مثل مشهور ، فإن الإنسان إذا أراد نفي شيء وقع منه ، يقول ما علم الله ذلك مني ، أي لم يحصل ذلك مني قط . قوله : { فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ } حال من العائد المحذوف في يعلم . قوله : ( استفهام انكار ) أي بمعنى النفي .