Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 19-21)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً } أي متفقين على الحق والتوحيد من غير اختلاف . قوله : ( من لدن آدم إلى نوح ) إلخ . ويجمع بينهما بأن عبادة الله وحده ، استمرت من آدم إلى نوح ، فظهر في أمة نوح من يعبد غير الله ، قال تعالى في شأنهم { وَقَالُواْ لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَدّاً وَلاَ سُوَاعاً } [ نوح : 23 ] الآية ، فأخذوا بالطوفان ، واستمر من يعبد الله وحده إلى زمن إبراهيم ، فظهر في أمته من يعبد غير الله ، فأهلكوا بالبعوض ، واستمر من يعبد الله وحده ، إلى أن ظهر عمرو بن لخي ، وهو أول من بحر البحائر ، وسيب السوائب في الجاهلية ، إلى أن ظهر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . قوله : { وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ } المراد بها حكمه الأزلي ، بتأخير العذاب عنهم إلى يوم القيامة . قوله : { فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } أي في الدين الذي يختلفون بسببه . قوله : ( بتعذب الكافرين ) متعلق بقضى . قوله : ( هلا ) أشار بذلك إلى أن { لَوْلاَ } تحضيضية . قوله : { آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ } أي معجزة كما كان للأنبياء ، قال تعالى حكاية عنهم { وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ ٱلأَرْضِ يَنْبُوعاً } [ الإسراء : 90 ] الآية . قوله : { إِنَّمَا ٱلْغَيْبُ للَّهِ } أي مختص به لا يقدر على الإتيان بشيء منه إلا الله ، وإنما لم يجابوا بعين مطلوبهم ، لعلمه بقاء هذه الأمة وهذا الدين إلى يوم القيامة ، وقد جرت عادته سبحانه وتعالى ، أن القوم الذين يطلبون الآيات ، إذا جاءت ولم يؤمنوا بها ، يعجل لهم الهلاك ، فعدم إجابتهم على طبق ما طلبوا رحمة بهم . قوله : { إِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ ٱلْمُنتَظِرِينَ } أي لما يفعله بكم . قوله : { وَإِذَآ أَذَقْنَا ٱلنَّاسَ رَحْمَةً } هذا جواب آخر عن قول أهل مكة { لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ } ، ذلك أنه لما اشتد من أهل مكة العناد وعدم الإذعان ، ابتلاهم الله بالقحط سبع سنين ، ثم رحمهم بعد ذلك بإنزال المطر الخصب ، فجعلوا ذلك هزواً وسخرية ، واضافوا المنافع إلى الأصنام . قوله : لو كان القحط بسبب ذنوبنا كما يقول محمد ، ما حصل لنا بعد ذلك الخصب لأنا لم نتب ، فإذا كان كذلك فعلى تقدير أن يعطوا ما سألوا من إنزال ما طلبوه لا يؤمنون . قوله : ( بالاستهزاء ) إلخ تفسير للمكر . قوله : { أَسْرَعُ مَكْراً } أي أعجل عقوبة من سرعة مكرهم ، وتسمية عقوبة الله مكراً مشاكلة . قوله : { إِنَّ رُسُلَنَا } تعليل لأسرعية مكره ، وتنبيه على أن ما دبروه غير خاف على الحفظة ، فضلاً عن العليم الخبير . قوله : ( بالتاء والياء ) أي لكن الأولى سبعية والثانية عشرية .