Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 22-23)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { هُوَ ٱلَّذِي يُسَيِّرُكُمْ } الجملة المعرفة الطرفين تفيد الحصر ، أي لا مسير لكم في البر والبحر إلا هو ، وهذا من جملة أدلة توحيده . قوله : ( وفي قراءة ) أي وهي سبعية ايضاً من النشر ، وهو البث والتفريق ، المعنى يفرقكم ويبثكم في البر والبحر . والرسم متقارب ، لكن طولت السنة الثانية وهي النون في القراءة الثانية ، وطولت السنة التي قبل الراء وهي الياء على القراءة الأول . قوله : { فِي ٱلْبَرِّ } أي مشاة وركباناً . قوله : { حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي ٱلْفُلْكِ } غاية للسير في البحر ، والفلك يستعمل مفرداً وجمعاً ، فحركته في المفرد كحركة قفل ، وحركته في الجمع كحركة بدن ، وهنا مستعمل في الجمع بدليل وجرين ، وفي آية في الفلك المشحون مستعمل مفرداً . قوله : ( فيه التفات عن الخطاب ) أي إلى الغيبة ، وحكمته زيادة التقبيح على الكفار ، لأن شأنهم عدم شكر النعمة ، وأما الخطاب أولاً فهو لكل شخص مسلم أو كافر بتعداد النعم عليهم . قوله : { بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ } أي يحصل المقصود بلطف . قوله : { وَفَرِحُواْ بِهَا } الجملة حالية من ضمير { بِهِم } وقد مقدرة . قوله : { وَظَنُّوۤاْ } أي أيقنوا . قوله : ( أي اهلكوا ) أي ظنوا الهلاك ، لقيام الأسباب بهم . قوله : { مُخْلِصِينَ } أي غير مشركين معه شيئاً من آلهتهم . قوله : { لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا } هذا مقول لقول محذوف بيان لمحصل الدعاء والتقدير قائلين : وعزتك وجلالك لئن أنجيتنا . قوله : { مِنَ ٱلشَّاكِرِينَ } أي على نعمائك الموحدين لك . قوله : { إِذَا هُمْ يَبْغُونَ } إذ للمفاجأة ، والمعنى فحين انجاهم فاجؤوا الفساد وبادروا إليه . قوله : { بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ } إما وصف كاشف ، أو احترز به عن البغي بحق ، كاستيلاء المسلمين على الكفار ، وتخريب دورهم ، وإتلاف أموالهم ، كما فعل رسول الله بقريظة . قوله : { إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ } الكلام على حذف مضاف ، أي إثم بغيكم كما يشير له المفسر بقوله : ( لأن إثمه عليها ) والمعنى أن وبال بغيكم راجع لأنفسكم ، لا يضر الله منه شيء ، كما لا تنفعه طاعة المطيع ، قال تعالى : { إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا } [ الإسراء : 7 ] وقال العارف : ماذا يضرك وهو عاص ، أو يفيدك وهو طائع ، فإشراك المشرك لا يثبت لله شريكاً ، بل هو محض افتراء وكذب ، ووباله على صاحبه ، وتوحيد الموحد لا يثبت لله وحدة ، بل هي ثابتة أزلاً وأبداً ، بل معنى وحدت ربي ، قامت وحدته بقلبي وامتزجت بلبي ، وليس المعنى أنه أثبت له وحدة لم تكن ، فإن هذا هو الكفر بعينه ، وفي ذلك قال العارف :