Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 24-25)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { مَثَلُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } قدر المفسر هو إشارة إلى أنه بالرفع خبر لمحذوف . قوله : ( تمتعون فيها قليلاً ) أي زمناً قليلاً . قوله : { ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ } [ يونس : 23 ] أي لا مفر لهم من ذلك ، وإنما إمهالهم وتأخيرهم من حلمه سبحانه وتعالى . قوله : ( فنجازيكم عليه ) أي على ما عملتم من خير وشر . قوله : ( وفي قراءة ) أي وهي سبعية أيضاً . قوله : ( بنصب متاع ) أي مفعول لفعل محذوف ، قدره المفسر بقوله أي تمتعون . قوله : { إِنَّمَا مَثَلُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } بيان لشأن الدنيا ، وأن مدتها قصيرة ، والمعنى صفتها في سرعة انقضائها ، وكونكم متعززين بها كماء إلخ . قوله : { كَمَآءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ } حكمة تشبيهها بماء السماء دون ماء الأرض ، إشارة إلى أن الدنيا تأتي بلا كسب من صاحبها ، ولا تعان منه كماء السماء بخلاف ماء الأرض فينال بالآلات . قوله : ( وغيرهما ) أي كالذرة والحمص واللوبياء والفول ونحو ذلك . قوله : ( من الكلأ ) هو العشب رطباً أو يابساً . قوله : { حَتَّىٰ إِذَآ أَخَذَتِ ٱلأَرْضُ زُخْرُفَهَا } غاية لمحذوف أي ما زال ينمو ويزهو حتى إلخ . والمعنى استوفت واستكملت الأرض زخرفها من النبات ، وتم سرور أهلها بها أتاها أمرنا إلخ . قوله : ( بالزهر ) أي أنواعه من أحمر وأصفر وأبيض وأخضر وغير ذلك . قوله : ( وأدغمت في الزاي ) أي بعد تسكينها وأتى بهمزة الوصل لأجل النطق بالساكن ، فلما دخلت الواو حذفت للاستغناء عنها . قوله : ( متمكنون من تحصيل ثمارها ) أي من أخذ ما أنبتته من ثمار وزروع وبقول . قوله : { أَتَاهَآ أَمْرُنَا } جواب إذا . قوله : ( كالمحصود ) أي المقطوع . قوله : { كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِٱلأَمْسِ } أي كأن لم تكن تلك الأشجار والنباتات والزروع ثابتة قائمة على ظهر الأرض ، وهذا مثل للراغب في زهرة الدنيا وبهجتها ، الراكن لها ، المعرض عن الآخرة ، فكما أن النبات الذي عظم الرجاء فيه ، والانتفاع به ؛ أتته المتلفات بغتة ويئس منه ، كذلك المتمسك بالدنيا ، إذا افتخر بها وتعزز ، يأتيه الموت بغتة فيسلب ما كان فيه من نعيم الدنيا ولذتها . قوله : { بِٱلأَمْسِ } المراد به الزمن الماضي ، لا خصوص اليوم الذي قبل يومك . قوله : { كَذٰلِكَ } أي كما فصلنا في ضرب المثل . قوله : { نُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } أي فليس هذا المثل قاصراً على شخص دون شخص ، بل هو عبرة لمن كان له بصيرة وتدبر ، فينبغي للإنسان أن ينزل القرآن في خطاباته على نفسه ، ويتأمل فيها ويتدبر ، ليأتمر بأوامره ، وينتهي بنواهيه . قوله : { وَٱللَّهُ يَدْعُوۤاْ إِلَىٰ دَارِ ٱلسَّلاَمِ } لما ذكر سبحانه وتعالى صفة الدنيا ، ورغب في الزهد فيها ، والتجنب لزخارفها ، رغب في الآخرة ونعيمها ، حيث أخبر أنه بعظمته وجلاله وكبريائه ، يدعو إلى دار السلام ، والسلام اسم من اسمائه تعالى ، ومعناه المنزه عن كل نقص ، المتصف بكل كمال ، وأضيفت الدار للسلام ، لأنها سالمة من الآفات والكدرات ، كما أن معنى السلام السالم من كل نقص ، وقيل المراد بالسلام السلامة من الآفات والنقائص ، وعليه درج المفسر . قوله : ( وهي الجنة ) أشار بذلك إلى أن المراد بهذا الاسم ، ما يشمل جميع الجنات ، لا خصوص المسماة بهذا الاسم ، من باب تسمية الكل باسم البعض ، وكذا يقال في باقي دورها ، كدار الجلال ، وجنة النعيم ، وجنة الخلد ، وجنة المأوى ، والفردوس ، وجنة عدن ، فهذه الأسماء كما تطلق على مسمياتها ، يطلق كل اسم منها على جميع دورها ، لصدق الاسم على المسمى في كل . قوله : ( بالدعاء والإيمان ) أي فهو سبب لدخول الجنة ، وإن كان صاحبه عاصياً ، فالمدار في استحقاق الجنة على مجرد الإيمان . قوله : { وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ } أي يوصله إلى السعادة الكاملة . قوله : ( هدايته ) هذا هو مفعول يشاء . قوله : { إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } أي طريق قويم لا اعوجاج فيه ، وحذف مقابل { وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ } إلخ . تقديره ويضل من يشاء عنه ، فالضلال والهدى بيد الله ، يعطي أيهما شاء لمن شاء .