Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 35-36)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ } هذا هو السؤال السابع . والمعنى : هل من شركائكم من يقيم الحجج ، ويرسل الرسل ، ويوفق العبيد لرشادهم ؟ ولما لم يكونوا مسلمين ذلك تولى الله جوابه أيضاً . قوله : { قُلِ ٱللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ } أي فهو أحق بالإتباع ، لا هذه الأصنام التي لا تهتدي بنفسها . قوله : { أَفَمَن يَهْدِيۤ إِلَى ٱلْحَقِّ } هذه هو السؤال الثامن ، وقد ذكر المفسر جوابه بقوله الأول ( أحق ) . قوله : { أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ } خبر قوله : { أَفَمَن يَهْدِيۤ } والمعنى : أفمن يهدي إلى الحق حقيق بالإتباع ، أم من لا يهدي إليه . قوله : { أَمَّن لاَّ يَهِدِّيۤ } أصله يهتدي ، نقلت فتحة التاء إلى الهاء ، وأبدلت التاء دالاً ، وادغمت في الدال ، ويهدي بفتح الهاء وكسرها ، وبكسر الياء والهاء معاً ، فالقراءات ثلاث وكلها سبعية ، فكسر الهاء للتخلص من التقاء الساكنين ، وكسر الياء اتباعاً لكسر الهاء . قوله : { إِلاَّ أَن يُهْدَىٰ } استثناء من أعم الأحوال . والمعنى لا يهتدي في حال من الأحوال ، إلا في حال إهداء الغير إياه . ومعنى الأصنام ، كونها تنقل من مكان لآخر ، فالمعنى لا تنتقل من مكان لآخر ، إلا أن تحمل وتنقل ، وهذا ظاهر في الأصنام ، وأما مثل عيسى والعزيز ، فمن لا يهدي لا يخلق الهدى ، لا في نفسه ولا في غيره ، فالخلق كلهم عاجزون ، إذ لا يملكون لأنفسهم شيئاً فضلاً عن غيرهم . قوله : { فَمَا لَكُمْ } أي أي شيء ثبت لكم في هذه الحالة ؟ قوله : { كَيْفَ تَحْكُمُونَ } أي بالباطل ، وتجعلون لله شركاء . قوله : { وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ } يفيد أن الأقل يعرفون أن الله منزه عن كل نقص متصف بكل كمال ، غير أنهم يكفرون عناداً . قوله : ( حيث قلدوا فيه آباءهم ) أي فقالوا { إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ ءَاثَارِهِم مُّقْتَدُونَ } [ الزخرف : 23 ] . قوله : { إِنَّ ٱلظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ ٱلْحَقِّ شَيْئاً } المراد بالظن خلاف التحقيق ، فيشمل الشك والوهم ، وهذا الكلام في حق الكفار ، الذين اتبعوا غيرهم في الكفر وقلدوهم فيه ، فلا عذر لهم في التقليد دنيا ولا أخرى ، وأما المؤمن الخالص ، الذي امتلأ قلبه بالإيمان حيث عجز عن قيام الأدلة على التوحيد ، وقلد العارف فيه ، فليس من هذا القبيل ، بل هو مؤمن جزماً لأنه ليس عنده ظن ، بل جزم مطابق للواقع ، وربما إن دام على الصدق ، ومتابعة من يقلده ، يرتقي في التوحيد إلى مقام أعلى وأجل من مقام من قلده ، وأما القول بأنه كافر ، فإنما يعرف لأبي هاشم الجبائي من المعتزلة ، فلا يعول عليه . قوله : { إِنَّ ٱللَّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ } هذا تهديد لهم ، على ما وقع منهم من الأفعال الشنيعة والأحوال القبيحة .