Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 3-4)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ } هذا رد عليهم في تعجبهم ، والمعنى لا ينبغي لكم التعجب من إرسال الرسول . لأن { رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ } إلخ ، فمن كان قادراً على ذلك ، فلا يستغرب عليه إرسال رسول . قوله : ( أي في قدرها ) جواب عن قوله : ( لم يكن ثم شمس ) إلخ . قوله : ( لتعليم خلقه التثبت ) أي التأني والتمهل في الأمور ، وتخصيص الستة بذلك ، ولم تكن أقل ولا أكثر مما استأثر الله بعلمه . قوله : ( استواء يليق به ) هذه طريقة السلف في تفويض علم المتشابه إلى الله تعالى ، وطريقة الخلف ، يؤولونه بالاستيلاء والقهر والتصرف ، وإلى هاتين الطريقتين أشار صاحب الجوهرة بقوله : @ وكل نص أوهم التشبيها أوله أو فوض ورم تنزيها @@ فالاستواء كما يطلق على الركوب ، يطلق على الاستيلاء ، وهو المراد هنا ، ومنه قول الشاعر : @ قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق @@ قوله : { يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ } أي يتصرف في الخلائق بأسرها ، ولا يشغله شأن عن شأن . قوله : { مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ } أي لا يشفع أحد عنده ، إلا أن يأذن له في الشفاعة . قوله : { رَبَّكُمُ } أي خالقكم ومربيكم . قوله : ( بإدغام التاء في الأصل ) أي فأصله تتذكرون ، قلبت التاء ذالاً ، وأدغمت في الذال . قوله : { إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً } رد على منكري البعث قالوا : ما هي إلا حياتنا الدنيا ، نموت ونحيا ، وما يهلكنا إلا الدهر . قوله : ( بفعلهما المقدر ) أي وعدكم وعداً ، وحقه حقاً . قوله : ( بالكسر ) أي وهي القراءة السبعية . قوله : ( والفتح ) أي وهي شاذة ، فكان عليه أن ينبه عليها . قوله : { بِٱلْقِسْطِ } أي العدل المصحوب بالفضل ، أو المراد بالقسط : عدل العبيد ، بامتثالهم المأمورات ، واجتنابهم المنهيات ، فتكون الباء سببية . قوله : { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } غاير الأسلوب ، إشارة إلى أنهم مستحقون العذاب بسبب أعمالهم ، وأما المؤمنون فثوابهم بفضل الله ، وإلى أن المقصود من البدء والإعادة إنما هو الثواب ، وأما العقاب ، فكأنه عرض للكفار من سوء اعتقادهم وأفعالهم . قوله : { وَعَذَابٌ أَلِيمٌ } أي غير الشراب . قوله : ( أي بسبب كفرهم ) أشار بذلك إلى أن الباء سببية ، وما مصدرية .