Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 5-8)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلشَّمْسَ ضِيَآءً } هذا من جملة أدلة توحيده . قوله : ( ذات ضياء ) أشار بذلك إلى أن ضياء مصدر ، ويحتمل أنه جمع ضوء ، والمعنى ذات أضواء كثيرة ، والضوء النور القوي العظيم ، فهو أخص من مطلق نور ، وقيل الضياء ما كان ذاتياً ، والنور ما كان مكتسباً من غيره ، فما قام بالشمس يقال له ضياء ، وما قام بالقمر يقال له نور . اعلم أن الشعاع الفائض من الشمس : قيل جوهر ، وقيل عرض ، والحق أنه عرض لقيامه بالإجرام . قوله : { وَٱلْقَمَرَ } معطوف على { ٱلشَّمْسَ } ، و { نُوراً } على { ضِيَآءً } ففيه العطف على معمولي عامل واحد ، وهو جائز بلا خلاف . قوله : { وَقَدَّرَهُ } الضمير عائد على { وَٱلْقَمَرَ } فقط ، وخص بالذكر وإن كانت الشمس لها منازل أيضاً ، لأن سير القمر في المنازل أسرع ، وبه يعرف انقضاء الشهور والسنين ، لأن المعتبر في مثل الصيام والحج السنة القمرية ، ويحتمل أن الضمير عائد على كل من الشمس والقمر ، وأفرد باعتبار ما ذكر ، والأقرب الأول . قوله : ( ثمانية وعشرون منزلاً ) أي وهي منقسمة على اثني عشر برجاً ، وهي : الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت ، لكل برج منزلان وثلث ، فيكون إقامته في كل برج ستة وخمسين ساعة ، وانتقالات الشمس في هذه الأبراج مرتبة على الشهور القبطية ، لكن الشهر : نصفه الأول من آخر برج ، ونصفه الآخر من أول برج آخر ، فيكون نصفه الأول من نصف السنبلة الأخيرة ، ونصفه الأخير من نصف الميزان الأول ، وهكذا . قوله : ( ويستتر ليلتين ) أي لا يرى ، وإن كان سائراً . قوله : { لِتَعْلَمُواْ } هذا هو حكمة التقدير : قوله : { وَٱلْحِسَابَ } معطوف على عدد مسلط عليه تعلموا ، ولا يجوز جره عطفاً على السنين ، لأن الحساب لا يعلم عدده ، ولذا سئل أبو عمرو عن الحساب ، أتنصبه أم تجره ؟ فقال : ومن يدري ما عدد الحساب ؟ كناية عن كونه لا يجوز جره . قوله : ( المذكور ) أي من كونه { جَعَلَ ٱلشَّمْسَ ضِيَآءً وَٱلْقَمَرَ نُوراً } . قوله : ( بالياء والنون ) أي فهما قراءتان سبعيتان ، وعلى النون فيه التفات من الغيبة إلى التكلم . قوله : { لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } خصوا بالذكر ، لأنهم هو المنتفعون بذلك . قوله : { إِنَّ فِي ٱخْتِلاَفِ ٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ } أي في كون أحدهما يخلف الآخر ويعقبه . قوله : ( بالذهاب والمجيء ) تصوير للاختلاف . قوله : ( والزيادة والنقصان ) اي فكل واحد يزيد بقدر ما نقص من الآخر . قوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا } أي لا يخافونه ولا يؤمنون به . قوله : { وَٱطْمَأَنُّواْ بِهَا } أي فعلوا فعل المخلدين فيها . قوله : { أُوْلَـٰئِكَ } مبتدأ ، و { مَأْوَاهُمُ } مبتدأ ثان ، و { ٱلنَّارُ } خبر الثاني ، والثاني وخبره خبر الأول ، والجملة خبر { إِنَّ } . قوله : { بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } أي بسبب كسبهم . قوله : ( من الشرك والمعاصي ) بيان لقوله : { يَكْسِبُونَ } .