Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 58-59)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ } إلخ ، متعلق بمحذوف دل عليه ما بعده ، والأصل ليفرحوا ، { بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ } ثم قدم الجار والمجرور على الفعل لإفادة الحصر ، ثم دخلت الفاء لإفادة السببية ، والمعنى أن من اتصف بهذه الصفات المتقدمة ، ينبغي له أن يفرح ويشكر ما أنعم الله به عليه ، ويجود بروحه وجسمه في خدمة ربه ولا يتوانى ، فمن قذف الله في قلبه نور محبته ، فالواجب عليه إفناء جسمه في خدمته ، كي يتم له ذلك النور ويزداد السرور ، وهذه المحبة هي التي يعبر عنها العارفون بالخمرة والشراب والحميا ، لأن بها السكر والفناء عما سوى الله تعالى ، قال العارف رضي الله عنه : @ شربنا على ذكر الحبيب مدامة سكرنا بها من قبل أن يخلق الكرم @@ وقال العارف : @ ولا تنظر لجسمي يا عذولي فإن الجسم مطلوبي سلاه ولا تنكر شراب حمى قلبي فإن القلب محبوبي سقاه @@ وقال العارف موضحاً لهذه الخمرة : @ فتلك خمر الشهود تدعى لا خمرة الكرم والدنان @@ من ذلك المعنى قوله تعالى : { وَأَلَّوِ ٱسْتَقَامُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُم مَّآءً غَدَقاً * لِّنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } [ الجن : 16 - 17 ] فنسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل محبته ، وأن يحشرنا في زمرة أهل قربه ومودته . قوله : { هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } أي من الدنيا وزخارفها وأبهمها إشارة إلى أنه خسيسة لا تساوي جناح بعوضة . قوله : ( بالياء والتاء ) راجع لقوله : { يَجْمَعُونَ } وأما { فَلْيَفْرَحُواْ } فالتاء عشرية والياء سبعية . قوله : { قُلْ أَرَأَيْتُمْ } أشار المفسر إلى أن { أَرَأَيْتُمْ } بمعنى ( أخبروني ) وحينئذ فتنصب مفعولين : الأول الموصول وصلته ، والثاني جملة { ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ } و { قُلْ } تأكيد للأولى ، وليست من جملة المفعول الثاني . قوله : ( كالبحيرة والسائبة ) مثالان للحرام ، وتقدم أن البحائر والسوائب نعم يوقفونها على الأصنام ، يحرمون ظهورها ونتاجها وألبانها ولحومها ، وقوله : ( والميتة ) مثال للحلال . قوله : ( لا ) أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري بمعنى النفي . قوله : { أَمْ } ( بل ) أشار المفسر إلى أنها منقطعة بمعنى ( بل ) ويصح أن تكون متصلة معادلة للهمزة ، والمعنى أخبروني أحصل إذن من الله لكم ، أم ذلك افتراء منكم وكذب ، فهو استفهام لطلب التعيين وهو الأولى .