Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 83-87)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فَمَآ آمَنَ لِمُوسَىٰ إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ } الذرية اسم يقع على القليل من القوم . قوله : ( أي فرعون ) أشار بذلك إلى أن الضمير في قومه ، عائد على فرعون ، والمراد بذرية قومه ، ناس يسير ، منهم امرأة فرعون ومؤمن آل فرعون ، وخازنه وأولاد خازنه ، وما شطته ، وقيل : إن الضمير عائد على موسى ، وهم ناس من بني إسرائيل نجوا من قتل فرعون ، وذلك أن فرعون لما أمر بقتل بني إسرائيل ، كانت المرأة من بني إسرائيل ، إذا ولدت ابناً وهبته لقبطية ، خوفاً عليه من القتل ، فنشأوا بين القبط ، فلما كان اليوم الذي غلب موسى فيه السحرة آمنوا به ، وقيل : هم بنو إسرائيل وهو الأقرب . قوله : { عَلَىٰ خَوْفٍ } أي مع خوف . قوله : { وَمَلَئِهِمْ } أي يملأ الذرية التي نشأوا بينهم ، على التفسير الثاني ، وأقاربهم حقيقة ، على التفسير الأول الذي ذكره المفسر . قوله : { أَن يَفْتِنَهُمْ } أي فرعون ، وأفرد لأنه هو المباشر للفتنة والخوف من الملأ كان بواسطته هو . قوله : { وَقَالَ مُوسَىٰ } أي تطميناً لقلوبهم ، وهذا يؤيد أن الضمير في قومه عائد على موسى ، وقد يجاب عن المفسر بأنه سماهم قومه من حيث إنه مرسل لهم . قوله : { إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ } جوابه { فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوۤاْ } وقوله : { إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ } شرط حذف جوابه لدلالة ما قبله عليه ، والتقدير توكلتم عليه ، أو هو شرط في الشرط ، لأن الشرطين متى لم يترتبا في الوجود ، فالشرط الثاني شرط في الأول . قوله : { إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ } أي منقادين لأحكام الله . قوله : { فَقَالُواْ } أي جواباً لموسى . قوله : { رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا } إلخ ، دعاء منهم لله سبحانه وتعالى . قوله : ( أي لا تظهرهم علينا ) أي لا تجعلهم ظاهرين علينا ، وغالبين لنا . قوله : { وَنَجِّنَا } أي خلصنا . قوله : { بِرَحْمَتِكَ } أي إحسانك وإنعامك . قوله : { مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ } أي الجاحدين لآياتك . قوله : { أَن تَبَوَّءَا } يحتمل أن أن تفسيرية لوجود ضابطها ، وهو أن يتقدمها جملة فيها معنى القول دون حروفه ، ويحتمل أنها مصدرية ، أي أوحينا التبوء ، والمعنى أن الله سبحانه وتعالى أوحى إلى موسى وأخيه ، أن يتخذا لقومهما مساكن بأرض مصر يتوطنون بها ويعبدون الله فيها ، رغماً عن أنف عدوهم فرعون ، وهذا طمأنينة للقوم ، فإنهم كانوا خائفين من فرعون . قوله : { لِقَوْمِكُمَا } الأقرب أن اللام زائدة في المفعول الأول ، وبيوتاً مفعول ثان . قوله : { بِمِصْرَ } متعلق بتبوآ ، والمراد بمصر القديمة . قوله : { وَٱجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً } أي اجعلوا مساكنكم مصلى ، والمراد بالقبلة مكان التوجه لله ، لا خصوص الفجوة المعلومة ، واختلف في قبلتهم ، قيل : هي الكعبة ، وقيل بيت المقدس . قوله : ( وكان فرعون منعهم من الصلاة ) أي في أول أمرهم ، فأمر الله موسى ومن معه ، أن يصلوا في بيوتهم خفية ، لئلا يظهروا عليهم ويؤذوهم ويفتنوهم عن دينهم ، وذلك كما كان عليه المسلمون في أول الإسلام بمكة . قوله : ( أتموها ) أي بشروطها وأركانها المعلومة عندهم . قوله : { وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي قومك الذين آمنوا بك ، وهذا خطاب لموسى وحده ، لأن البشارة على لسانه ، وما قبله من قوله : واجعلوا ، وأقيموا ، خطاب لموسى وقومه لاشتراكهم في ذلك .